الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 287 ] 3 - باب حق المسلم على المسلم

                                                                                        2524 \ 1 - قال مسدد : حدثنا عيسى بن يونس .

                                                                                        2524 \ 2 - وقال إسحاق : أخبرنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، ويعلى بن عبيد ، قالوا : حدثنا الإفريقي عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، قال : سمعت أبي يقول : إنه جمعهم في مراسيهم في مغزاهم في البحر ، ومركب أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، قال : فلما حضر غداؤنا أرسلنا إلى أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه وأهل مركبه ، فأتانا أبو أيوب ، فقال : إنكم دعوتموني وأنا صائم ، وكان علي من الحق أن أجيبكم ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " للمسلم على المسلم ست خصال واجبة ، فمن ترك منها خصلة ترك حقا واجبا لأخيه عليه : أن يجيبه إذا دعاه ، ويسلم عليه إذا لقيه ، ويشمته إذا عطس ، ويعوده إذا مرض ، ويشيع جنازته إذا مات ، وينصحه إذا استنصحه " لفظ مسدد .

                                                                                        هذا حديث حسن وله شاهد في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

                                                                                        2524 \ 3 - وقال الحارث : حدثنا عبد الرحمن المقري به ، بنحوه ، فذكر الحديث ، قال : وكان فينا رجل مزاح ، ورجل يلي نفقاتنا .

                                                                                        2524 \ 4 - [ ص: 288 ] وقال أحمد بن منيع : حدثنا مروان بن معاوية ، عن عبد الرحمن ، عن أبيه ، قال : غزونا البحر مع معاوية رضي الله عنه ، فانضم مركبنا إلى مركب فيه أبو أيوب رضي الله عنه ، فلما حضر غذاؤنا أرسلنا إليه ، فأتانا فقال فذكر الحديث ، قال : وكان معنا رجل مزاح ، فكان يقول لصاحب طعامنا : يا فلان ، جزاك الله خيرا وشرا ، فإذا أكثر عليه جعل يغضبه ويشتمه ، فقال المزاح : ما تقول أبا أيوب إذا أنا قلت : جزاك الله خيرا وشرا ، فشتمني ؟ فقال أبو أيوب : أقلت له ، فإنا كنا نقول : " من لم يصلحه الخير أصلحه الشر " ، فقال المزاح للرجل : جزاك الله شرا وعرا ، فضحك ورضي ، وقال : لا تدعن بطالتك على حال ، فقال المزاح : جزا الله أبا أيوب خيرا قد قال لي .

                                                                                        [ ص: 289 ] [ ص: 290 ] [ ص: 291 ] [ ص: 292 ] [ ص: 293 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية