الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب الجلوس على القبر.

                                                                            1519 - أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، نا أبو جعفر محمد بن غالب تمتام الضبي، حدثني أمية بن بسطام، نا يزيد بن زريع، نا روح بن القاسم ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن يجلس أحدكم على جمرة فيحترق ثوبه حتى تخلص إليه خير له من أن يجلس على قبر".

                                                                            هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن زهير بن حرب ، عن جرير، عن سهيل، وعن أبي مرثد الغنوي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ ص: 410 ] "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها".

                                                                            قال رحمه الله: قد كره قوم من أهل العلم الجلوس على القبر لظاهر الخبر، وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا قد اتكأ على قبر، فقال له: "لا تؤذ صاحب القبر"، ورخص قوم في الجلوس عليه، وحمل النهي على القعود عليه للحدث، وروي عن علي بن أبي طالب، أنه كان يتوسد القبور، ويضطجع عليها.

                                                                            وقال نافع: كان ابن عمر يجلس على القبور. [ ص: 411 ] .

                                                                            وقال عثمان بن حكيم: أخذ بيدي خارجة بن زيد، فأجلسني على قبر، وأخبرني عن عمه يزيد بن ثابت، قال: إنما كره ذلك لمن أحدث عليه.

                                                                            وقيل: المراد من الجلوس: الجلوس للإحداد، وهو أن يلازمه فلا يرجع عنه.

                                                                            قال رحمه الله: أما الجلوس على شفير القبر إلى أن يفرغ من دفن الميت، فلا بأس، لما روينا، عن أنس: شهدنا بنتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر.

                                                                            وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على قبر رجل يدفن، فجعل يقول: "ضعوا الحجر في ذلك المكان، وضعوا الجبوبة، يعني المدر، في ذلك المكان".

                                                                            وقال إبراهيم: القيام عند القبر وهو يسوى بدعة [ ص: 412 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية