كفت : الكفت : صرفك الشيء عن وجهه . كفته يكفته كفتا فانكفت أي رجع راجعا . وكفته عن وجهه أي صرفه . وفي حديث عبد الله بن عمر : صلاة الأوابين ما بين أن ينكفت أهل المغرب إلى أن يثوب أهل العشراء أي ينصرفوا إلى منازلهم . وكفت يكفت كفتا وكفتانا وكفاتا : أسرع في العدو والطيران وتقبض فيه . والكفتان من العدو والطيران : كالحيدان في شدة . وفرس كفت : سريع ؛ وفرس كفيت وقبيض ؛ وعدو كفيت أي سريع ؛ قال رؤبة :
تكاد أيديها تهاوى في الزهق من كفتها شدا كإضرام الحرق
قال الأزهري : والكفت في عدو ذي الحافر سرعة قبض اليد . الجوهري : الكفت السوق الشديد . ورجل كفت وكفيت : سريع خفيف دقيق ، مثل كمش وكميش . وعدو كفيت وكفات : سريع . ومر كفيت وكفات : سريع ؛ قال زهير :
مرا كفاتا إذا ما الماء أسهلها حتى إذا ضربت بالسوط تبترك
وكافتة : سابقه . والكفيت : الصاحب الذي يكافتك أي يسابقك . والكفيت : القوت من العيش ؛ وقيل : ما يقيم العيش . والكفيت : القوة على النكاح . وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : حبب إلي النساء والطيب ، ورزقت الكفيت أي ما أكفت به معيشتي أي أضمها وأصلحها ؛ وقيل في تفسير رزقت الكفيت أي القوة على الجماع ؛ وقال بعضهم في قوله رزقت الكفيت : إنها قدر أنزلت له من السماء ، فأكل منها وقوي على الجماع ، كما يروى في الحديث الآخر الذي يروي أنه قال : أتاني جبريل بقدر يقال لها الكفيت ، فوجدت قوة أربعين رجلا في الجماع . والكفت ، بالكسر : القدر الصغيرة ، على ما سنذكره في هذا الفصل ؛ ومنه حديث جابر : للحسن : وما الكفيت ؟ قال : البضاع . أعطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكفيت ، قيل : إنه ليكفتني عن حاجتي ويعفتني عنها أي يحبسني عنها . وكفت الشيء يكفته كفتا ، وكفته : ضمه وقبضه ؛ قال الأصمعي أبو ذؤيب :
أتوها بريح حاولته فأصبحت تكفت قد حلت ، وساغ شرابها
ويقال : كفته الله أي قبضه الله . والكفات : الموضع الذي يضم فيه الشيء ويقبض . وفي التنزيل العزيز : ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا . قال : هذا قول أهل اللغة ، قال : وعندي أن الكفات هنا مصدر من كفت إذا ضم وقبض ، وأن أحياء وأمواتا منتصب به أي ذات كفات للأحياء والأموات . وكفات الأرض : ظهرها للأحياء ، وبطنها للأموات ، ومنه قولهم للمنازل : كفات الأحياء ، وللمقابر : كفات الأموات . التهذيب : يريد تكفتهم أحياء على ظهرها في دورهم ومنازلهم ، وتكفتهم أمواتا في بطنها أي تحفظهم وتحرزهم ، ونصب أحياء وأمواتا بوقوع الكفات عليه ، كأنك قلت : ألم نجعل الأرض كفات أحياء وأموات ؟ فإذا نونت نصبت . وفي الحديث : ابن سيده أي أضمه إلى القبر ؛ ومنه الحديث الآخر : يقول الله عز وجل للكرام الكاتبين : إذا مرض عبدي فاكتبوا له مثل ما كان يعمل في صحته ، حتى أعافيه أو أكفته . وفي حديث حتى أطلقه من وثاقي ، أو أكفته إلي : أنه كان بظهر الكوفة فالتفت إلى بيوتها ، فقال : هذه كفات الأحياء ، ثم التفت إلى المقبرة ، فقال : وهذه كفات الأموات ؛ يريد تأويل قوله عز وجل : الشعبي ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا . وبقيع الغرقد يسمى : كفتة لأنه يدفن فيه ، فيقبض ويضم . وكافت غار كان في جبل يأوي إليه اللصوص ، يكفتون فيه المتاع أي يضمونه ، عن ثعلب صفة غالبة . وقال : جاء رجال إلى إبراهيم بن المهاجر العربي فقالوا : إنا نشكو إليك كافتا ؛ يعنون هذا الغار . وكفت الشيء أكفته كفتا إذا ضممته إلى نفسك . وفي الحديث : أي نضمها ونجمعها من الانتشار ، يريد جمع الثوب باليدين ، عن الركوع والسجود . وهذا جراب كفيت إذا كان لا يضيع شيئا مما يجعل فيه ، وجراب كفت ، مثله . وتكفت ثوبي إذا تشمر وقلص . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : نهينا أن نكفت الثياب في الصلاة اكفتوا صبيانكم ، فإن للشيطان خطفة قال أبو عبيد : يعني ضموهم إليكم ، واحبسوهم في البيوت ، يريد عند انتشار الظلام . وكفت الدرع بالسيف يكفتها ، وكفتها : علقها به ، فضمها إليه قال زهير :
خدباء يكفتها نجاد مهند
وكل شيء ضممته إليك ، فقد كفته ؛ قال زهير :
ومفاضة كالنهي تنسجه الصبا بيضاء كفت فضلها بمهند
يصف درعا علق لابسها ، بالسيف ، فضول أسافلها فضمها إليه ، وشدده للمبالغة . قال الأزهري : المكفت الذي يلبس درعا طويلة ، فيضم ذيلها بمعاليق إلى عرى في وسطها ؛ لتشمر عن لابسها . والمكفت : الذي يلبس درعين ، بينهما ثوب . والكفت : تقلب الشيء ظهرا لبطن ، وبطنا لظهر . وانكفتوا إلى منازلهم : انقلبوا . والكفت : الموت ؛ يقال : وقع في الناس كفت شديد أي موت . والكفت ، بالكسر : القدر الصغيرة . أبو الهيثم في الأمثال لأبي عبيد ، قال أبو عبيدة : من أمثالهم فيمن يظلم إنسانا ويحمله مكروها ثم يزيده : كفت إلى وئية أي بلية إلى جنبها أخرى ؛ قال : والكفت في الأصل هي القدر الصغيرة ، والوئية هي الكبيرة من القدور ؛ قال الأزهري : هكذا رواه كفت ، بكسر الكاف ، وقاله الفراء كفت ، بفتح الكاف ، للقدر ، قال أبو منصور : وهما لغتان كفت وكفت . والكفيت : فرس حسان بن قتادة .