[ ص: 141 ] باب مواقيت الصلاة
( اعلم ) أن الصلاة فرضت لأوقاتها قال الله تعالى { أقم الصلاة لدلوك الشمس } ولهذا تكرر وجوبها بتكرار الوقت وتؤدى في مواقيتها قال الله تعالى { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } أي فرضا مؤقتا وقال صلى الله عليه وسلم { من حافظ على الصلوات الخمس في مواقيتها كان له عند الله عهدا يغفر له يوم القيامة وتلا قوله تعالى { إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا } }
. وللمواقيت إشارة في كتاب الله تعالى { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون } أي صلوا لله فقوله حين تمسون المراد به العصر ، وعند بعضهم المغرب ، وحين تصبحون الفجر ، وعشيا العشاء ، وحين تظهرون الظهر ، وقال الله تعالى { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر } قال رضي الله تعالى عنه دلوك الشمس الزوال فالمراد به الظهر وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنه دلوكها غروبها والمراد المغرب ، إلى غسق الليل العشاء ، وقرآن الفجر صلاة الفجر ، وقال الله تعالى { ابن مسعود حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } وهو العصر وقال الله تعالى { أقم الصلاة طرفي النهار } وقال الحسن الفجر وزلفا من الليل
، قال رضي الله تعالى عنه المغرب والعشاء ثم بدأ ببيان وقت الفجر ; لأنه متفق عليه لم يختلفوا في أوله ولا في آخره . محمد بن كعب
قال ( من حين يطلع الفجر المعترض في الأفق إلى طلوع الشمس ) والفجر فجران كاذب تسميه وقت صلاة الفجر العرب ذنب السرحان وهو البياض الذي يبدو في السماء طولا ويعقبه ظلام ، والفجر الصادق وهو البياض المنتشر في الأفق فبطلوع الفجر الكاذب لا يدخل وقت الصلاة ولا يحرم الأكل على الصائم ما لم يطلع الفجر الصادق لقوله صلى الله عليه وسلم { } يعني المنتشر في الأفق لا يغرنكم الفجر المستطيل ولكن كلوا واشربوا حتى يطلع الفجر المستطير
، وقال الفجر هكذا ومد يده عرضا لا هكذا ومد يده طولا . والأصل حديث رضي الله تعالى عنهما { ابن عباس جبريل عليه السلام عند البيت فصلى بي الفجر في اليوم الأول حين طلع الفجر وفي اليوم الثاني حين أسفر جدا ثم قال ما بين هذين وقت لك ولأمتك وهو وقت الأنبياء قبلك } وفي حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمني رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أبي هريرة } وفي حديث [ ص: 142 ] إن للصلاة أولا وآخرا وإن أول وقت الفجر حين يطلع الفجر وآخره حين تطلع الشمس أبي موسى رضي الله عنه { } والدليل على أن آخر الوقت حين تطلع الشمس قوله صلى الله عليه وسلم { أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مواقيت الصلاة فلم يجبه ولكنه صلى الفجر في اليوم الأول حين طلع الفجر وفي اليوم الثاني حين كادت الشمس تطلع ثم قال أين السائل عن الوقت الوقت بين هذين } وفي حديث من أدرك ركعة من الفجر قبل طلوع الشمس فقد أدرك رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم { جرير بن عبد الله وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها } } إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم تلا قوله تعالى {