الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            استعمال المغيرة بن شعبة على الكوفة

            أراد معاوية أن يستخلف على الكوفة عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال له المغيرة بن شعبة : أتوليه الكوفة وأبوه بمصر وتبقى أنت بين لحيي الأسد ؟ ! فثناه عن ذلك ، وولى عليها المغيرة بن شعبة ، فاجتمع عمرو بن العاص بمعاوية ، فقال : أتجعل المغيرة على الخراج ، هلا وليت الخراج رجلا آخر . فعزله عن الخراج وولاه على الصلاة ، فقال المغيرة لعمرو في ذلك ، فقال له : ألست المشير على أمير المؤمنين في عبد الله بن عمرو ؟ قال : بلى . قال : فهذه بتلك . ولما ولي المغيرة الكوفة استعمل كثير بن شهاب على الري ، وكان يكثر سب علي على منبر الري ، وبقي عليها إلى أن ولي زياد الكوفة ، فأقره عليها ، وغزا الديلم ومعه عبد الله بن الحجاج التغلبي ، وقتل ديلميا وأخذ سلبه ، فأخذه منه كثير ، فناشده الله في رده عليه فلم يفعل ، فاختفى له وضربه على وجهه بالسيف أو بعصا هشم وجهه ، فقال :


            من مبلغ أفناء خندف أنني أدركت طائلتي من ابن شهاب     أدركته ليلا بعقوة داره
            فضربته قدما على الأنياب     هلا خشيت وأنت عاد ظالم
            بقصور أبهر أسرتي وعقابي

            التالي السابق


            الخدمات العلمية