الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد

                                                                                                                                                                                                                                        يقول تعالى: ألم تر بقلبك وبصيرتك كيف فعل بهذه الأمم الطاغية، وهي إرم القبيلة المعروفة في اليمن ذات العماد أي: القوة الشديدة، والعتو والتجبر. التي لم يخلق مثلها في البلاد أي: في جميع البلدان في القوة والشدة ، كما قال لهم نبيهم هود عليه السلام: واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون .

                                                                                                                                                                                                                                        وثمود الذين جابوا الصخر بالواد أي: وادي القرى، نحتوا بقوتهم الصخور، فاتخذوها مساكن، وفرعون ذي الأوتاد أي: ذي الجنود الذين ثبتوا ملكه، كما تثبت الأوتاد ما يراد إمساكه بها، الذين طغوا في البلاد هذا الوصف عائد إلى عاد وثمود وفرعون ومن تبعهم، فإنهم طغوا في بلاد الله، وآذوا عباد الله، في دينهم ودنياهم، ولهذا قال:

                                                                                                                                                                                                                                        فأكثروا فيها الفساد وهو العمل بالكفر وشعبه، من جميع أجناس المعاصي، وسعوا في محاربة الرسل وصد الناس عن سبيل الله، فلما بلغوا من العتو ما هو موجب لهلاكهم، أرسل الله عليهم من عذابه ذنوبا وسوط عذاب، إن ربك لبالمرصاد لمن يعصيه يمهله قليلا ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية