الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين

                                                                                                                                                                                                                                        (19 ) أي : مكث يوسف في الجب ما مكث ، حتى " جاءت سيارة " أي : قافلة تريد مصر ، فأرسلوا واردهم أي : فرطهم ومقدمهم ، الذي يعس لهم المياه ، ويسبرها ويستعد لهم بتهيئة الحياض ونحو ذلك ، فأدلى ذلك الوارد دلوه فتعلق فيه يوسف عليه السلام وخرج ، فقال يا بشرى هذا غلام أي : استبشر وقال : هذا غلام نفيس ، وأسروه بضاعة .

                                                                                                                                                                                                                                        (20 ) وكان إخوته قريبا منه ، فاشتراه السيارة منهم ، بثمن بخس أي : قليل جدا ، فسره بقوله : دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين : لأنه لم يكن لهم قصد إلا تغييبه وإبعاده عن أبيه ، ولم يكن لهم قصد في أخذ ثمنه ، والمعنى في هذا : أن السيارة لما وجدوه ، عزموا أن يسروا أمره ، ويجعلوه من جملة بضائعهم التي معهم ، حتى جاءهم إخوته ، فزعموا أنه عبد أبق منهم ، فاشتروه منهم بذلك الثمن ، واستوثقوا منهم فيه لئلا يهرب ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية