الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4476 274 - حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا يحيى ، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين ، قال : حدثني ابن أبي مليكة ، قال : استأذن ابن عباس - قبل موتها - على عائشة ، وهي مغلوبة ، قالت : أخشى أن يثني علي ، فقيل : ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وجوه المسلمين . قالت : ائذنوا له . فقال : كيف تجدينك ؟ قالت : بخير ، إن اتقيت الله . قال : فأنت بخير إن شاء الله ، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكح بكرا غيرك ، ونزل عذرك من السماء . ودخل ابن الزبير خلافه فقالت : دخل ابن عباس فأثنى علي ، ووددت أني كنت نسيا منسيا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " ونزل عذرك من السماء " ، ويحيى هو ابن سعيد القطان ، وابن أبي مليكة عبد الله ، وقد مر عن قريب قبيل الباب ، والحديث ذكره أيضا في النكاح .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وهي مغلوبة " جملة حالية ، أي : مغلوبة من كرب الموت . قوله : " فقيل ابن عم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم " أي : هو ابن عم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، وإنما قال ذلك لأنه فهم منها أنها تمنعه فدخل عليها هذا القائل في الإذن له بالدخول وذكرها منزلته ، وهذا القائل هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهم ، والذي استأذن هو ذكوان مولى عائشة ، وقد بين ذلك عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن ابن أبي مليكة عن ذكوان مولى عائشة ، أنه استأذن لابن عباس على عائشة وهي تموت وعندها ابن أختها عبد الله بن عبد الرحمن ، فذكره ، ورواه أحمد عن عبد الرزاق ، وقال صاحب التوضيح : هذه الرواية تدل على إرسال رواية البخاري ، وأن ابن أبي مليكة لم يشهد ذلك ولا سمعه منه حالة قوله لها لعدم حضوره ، انتهى . وقال بعضهم : ادعى بعض الشراح ، فذكره ، ثم قال : وما أدري من أين له الجزم بعدم حضوره وسماعه وما المانع من ذلك ، ولعله حضر جميع ذلك ، انتهى . قلت : هو ما ادعى الجزم بذلك بل له احتمال قريب ، وكيف يشنع عليه وقد رد كلام نفسه بكلمة الترجي .

                                                                                                                                                                                  قوله : " كيف تجدينك " الخطاب لعائشة بالتاء والكاف ، أي : كيف تجدين نفسك . قوله " إن اتقيت " أي كنت من أهل التقوى ، وفي رواية الكشميهني : " إن أبقيت " من الإبقاء على صيغة المجهول . قوله : " ونزل عذرك من السماء " أشار به إلى قصة الإفك . قوله : " خلافه " أي ودخل عبد الله بن الزبير على عائشة بعده متخالفين ذهابا وإيابا ، أي وافق رجوعه مجيئه . قوله : " نسيا منسيا " معناه : ليتني لم أك شيئا ، وقال الجوهري : وقرئ قوله تعالى : ( نسيا منسيا ) بالفتح ، أي : بفتح النون .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية