الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1741 (24) باب

                                                                                              الغنى غنى النفس وما يخاف من زهرة الدنيا

                                                                                              وفضل التعفف والقناعة

                                                                                              [ 918 ] عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس) .

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 243 و 389 )، والبخاري (6446)، ومسلم (1051)، وابن ماجه (4137) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (24) ومن باب: الغنى غنى النفس

                                                                                              قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ليس الغنى عن كثرة العرض ) - بفتح العين والراء - ، وهو : حطام الدنيا ومتاعها . فأما " العرض " - بفتح العين وسكون الراء - ، فهو : ما خلا العقار والحيوان فيما يدخله الكيل والوزن ، هذا قول أبي عبيد في العرض والعرض . وفي كتاب العين : " العرض " : ما نيل من الدنيا ، ومنه قوله تعالى : تريدون عرض الدنيا وجمعه : عروض .

                                                                                              ومعنى هذا الحديث : أن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح ، هو غنى النفس ، وبيانه : أنه إذا استغنت نفسه كفت عن المطامع ، فعزت وعظمت ، فجعل لها من الحظوة والنزاهة والتشريف والمدح أكثر ممن كان غنيا بماله ، فقيرا بحرصه وشرهه ، فإن ذلك يورطه في رذائل الأمور ، وخسائس الأفعال ، لبخله ودناءة همته ، فيكثر ذامه من الناس ، ويصغر قدره فيهم ; فيكون أحقر من كل حقير ، وأذل من كل صغير .




                                                                                              الخدمات العلمية