الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [فيمن تيمم ثم وجد الماء]

                                                                                                                                                                                        المتيمم يجد الماء على أربعة أوجه:

                                                                                                                                                                                        إما أن يجده قبل أن يتلبس بالصلاة وهو في سعة من الوقت.

                                                                                                                                                                                        أو في وقت لا يقدر على استعماله والصلاة قبل ذهاب الوقت.

                                                                                                                                                                                        أو في حين كونه في الصلاة.

                                                                                                                                                                                        أو بعد فراغه منها وقبل ذهاب الوقت.

                                                                                                                                                                                        فإن وجده قبل أن يتلبس بالصلاة، وهو في سعة من الوقت بطل تيممه وتوضأ ، وإن كان في ضيق من الوقت إن توضأ لم يدرك الصلاة، لم يجب عليه استعماله على الصحيح من المذهب، والمراعى من التشاغل باستعماله على قدر ما تدل عليه الآثار من صفة وضوئه - صلى الله عليه وسلم - ، ليس على ما يكون من التراخي وبعض الوساوس.

                                                                                                                                                                                        فإن طرأ عليه الماء وهو في الصلاة لم يجب عليه استعماله، وإن كان في اتساع من [ ص: 187 ] الوقت وأتم على ما هو عليه . ويجري فيها قول آخر: إنه يقطع، قياسا على أحد القولين في الأمة تعتق وهي مكشوفة الرأس في الصلاة، والعريان يجد ثوبا وهو في الصلاة ومن ذكر صلاة نسيها وهو في الصلاة ، أو كان مسافرا في حضر فنوى الإقامة بعد ركعة ، أو صلى بقوم ركعة من الجمعة فقدم وال بعزلته .

                                                                                                                                                                                        فجميع هذه المسائل مختلف فيها، فقيل: يتمادى ولا شيء عليه، وأن الخطاب يتوجه بذلك قبل أن يتلبس بالصلاة، وقيل: يقطع.

                                                                                                                                                                                        وإن وجد الماء بعد الفراغ وقبل ذهاب الوقت كانت المسألة على وجهين: فإن كان وجود الماء بأن طرأ عليه أو كان بموضع لا يعلمه ، لم تكن عليه إعادة. [ ص: 188 ]

                                                                                                                                                                                        وإن كان يعلم بموضعه، وقدر أنه لا يصل إليه إلا بعد ذهاب الوقت فوصل إليه قبل ، وقد تبين أنه أخطأ في التقدير، أو كان مريضا يقدر على استعمال الماء ولم يجد من يناوله إياه ثم أتى من يناوله - أعاد في الوقت استحسانا .

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية