الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        وإن طرأ غريم على ورثة فإنه لا تخلو التركة من أن تكون عينا أو عروضا أو ديارا، والدين يغترق جميع التركة أو بعضها فإن كان يغترق، والتركة عين وذلك قائم بأيدي الورثة أخذ جميع ذلك من أيديهم، فإن أكلوه [ ص: 5933 ] ضمنوا، وإن ادعوا الضياع لم يصدقوا.

                                                                                                                                                                                        واختلف إذا قامت لهم البينة على الضياع، فقال ابن القاسم: لا شيء عليهم.

                                                                                                                                                                                        وقال أشهب: يضمنون وهو أصله في العواري أنها مضمونة مع قيام البينة على الضياع ، والأول أحسن؛ لأن هذا استحقاق لا يضمن مع قيام البينة على التلف، إلا أن يحبسوا ذلك لأنفسهم مع علمهم بالدين، أو كان الميت موصوفا بالدين لم يضمنوا، وإن لم تشهد بينة بالضياع إذا وقفوا ذلك عند أمن أو عند أحد الورثة وهو مأمون.

                                                                                                                                                                                        وإن كان الدين يغترق بعض تركة الميت وكلهم حاضر موسر غير ملد أخذ من يد كل واحد ما ينوبه، ولم يأخذ جميع حقه من أحدهم، فإن أعسر بعضهم أو غاب أو كان ملدا، أخذ جميع حقه من الحاضر الموسر وممن هو غير ملد واتبع المأخوذ منه أصحابه.

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية