الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في حق الزوجات في السكنى]

                                                                                                                                                                                        وعلى الزوج أن يسكن كل امرأة بيتا، وأن يأتيهن في بيوتهن، وليس عليهن أن يأتينه. وقد "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يطوف على نسائه". ولا يصيب الرجل زوجته ولا أمته ومعه أحد في البيت كبيرا ولا صغيرا، يقظان أو نائما. ويختلف في جمع الحرتين في فراش واحد من غير وطء برضاهن، فمنعه مالك في كتاب محمد، وكرهه ابن الماجشون في كتاب ابن حبيب. [ ص: 2057 ]

                                                                                                                                                                                        واختلف في الإماء بالمنع والكراهية والجواز، فمنعه مالك في كتاب محمد مرة وكرهه أخرى. وقال ابن الماجشون في كتاب ابن حبيب: لا بأس به في الأمتين بخلاف الحرتين. ولا فرق بين المسألتين فيما يتعلق به من حق الله سبحانه، وإنما يفترقان فيما يكون من حقهما، وأن ليس ذلك على الحرتين فإن رضيتا استويتا، وعاد الأمر إلى ما يتعلق من حق الله سبحانه.

                                                                                                                                                                                        فإما أن يجاز ذلك في الحرائر والإماء، أو يمنع، والمنع أصوب؛ لأن ذلك يؤدي مع الانبساط والتمادي إلى ما وراءه من التساهل في الوطء، فيصيب إحداهما بحضرة الأخرى.

                                                                                                                                                                                        تم كتاب النكاح الثاني

                                                                                                                                                                                        والحمد لله حق حمده

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية