الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1072 حدثنا هناد حدثنا عبدة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات الميت عرض عليه مقعده بالغداة والعشي فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ثم يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة قال أبو عيسى وهذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عرض عليه مقعده ) أي : أظهر له مكانه الخاص من الجنة والنار ، وزاد في رواية الصحيحين : بالغداة والعشي ، قال القرطبي : يجوز أن يكون هذا العرض على الروح فقط ، ويجوز أن يكون عليه مع جزء من البدن ، قال : والمراد بالغداة والعشي وقتهما ، وإلا فالموتى لا صباح عندهم ، ولا مساء ، قال وهذا في حق المؤمن والكافر واضح . فأما المؤمن المخلص فيحتمل في حقه أيضا ؛ لأنه يدخل الجنة في الجملة ، ثم هو مخصوص بغير الشهداء ؛ لأنهم أحياء وأرواحهم تسرح في الجنة ، ويحتمل أن يقال : فائدة العرض في حقهم تبشير أرواحهم باستقرارها في الجنة مقترنة بأجسادها . فإن فيه قدرا زائدا على ما هي فيه الآن . انتهى . ( إن كان ) أي : الميت ( من أهل الجنة فمن أهل الجنة ) قال التوربشتي : التقدير : إن كان من أهل الجنة فمقعد من مقاعد أهل الجنة يعرض عليه ووقع عند مسلم بلفظ : إن كان من أهل الجنة فالجنة . أي : فالمعروض الجنة ( هذا ) أي : المقعد المعروض عليك ( مقعدك حتى يبعثك الله إلخ ) قال ابن التين : معناه : أي : لا تصل إليه إلى يوم البعث ، قال الحافظ في الفتح في رواية مسلم عن يحيى بن يحيى عن مالك : حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة ، قال ابن عبد البر : والمعنى حتى يبعثك الله إلى ذلك المقعد ، ويحتمل أن يعود الضمير إلى الله ، فإلى الله ترجع الأمور ، والأول أظهر . انتهى ، ويؤيده رواية الزهري عن سالم عن أبيه بلفظ : ثم يقال هذا مقعدك الذي تبعث إليه يوم القيامة . أخرجه مسلم . انتهى كلام الحافظ .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) ، وأخرجه البخاري ، ومسلم .




                                                                                                          الخدمات العلمية