الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2327 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن منصور والأعمش عن أبي وائل قال جاء معاوية إلى أبي هاشم بن عتبة وهو مريض يعوده فقال يا خال ما يبكيك أوجع يشئزك أم حرص على الدنيا قال كل لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا لم آخذ به قال إنما يكفيك من جميع المال خادم ومركب في سبيل الله وأجدني اليوم قد جمعت قال أبو عيسى وقد روى زائدة وعبيدة بن حميد عن منصور عن أبي وائل عن سمرة بن سهم قال دخل معاوية على أبي هاشم فذكر نحوه وفي الباب عن بريدة الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن أبي وائل ) اسمه شقيق بن سلمة الكوفي ثقة مخضرم مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله مائة سنة ( جاء معاوية ) هو ابن أبي سفيان ( إلى أبي هاشم بن عتبة ) بن ربيعة بن عبد شمس صحابي أسلم يوم الفتح وسكن الشام وكان خال معاوية بن أبي سفيان روى من حديثه أبو وائل شقيق بن سلمة ( وهو مريض ) جملة حالية والضمير يرجع إلى أبي هاشم ( يعوده ) جملة حالية أيضا والضمير المرفوع يرجع إلى معاوية والمنصوب إلى أبي هاشم ( فقال ) أي معاوية ( ما يبكيك ) من الإبكاء أي أي شيء يبكيك ؟ ( أوجع يشئزك ) بشين معجمة ثم همزة مكسورة وزاي [ ص: 510 ] أي يقلقك وزنه ومعناه قاله المنذري ، وقال في الصراح أشأزبي أرام كردا نيدن ( قال ) أي أبو هاشم ( كل ) من هذين الأمرين ( لا ) أي لا يبكيني يعني لا يبكيني واحد من هذين الأمرين بل يبكيني أمر آخر فبينه بقوله : ( ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا لم آخذ به ) أي أوصاني بوصية لم أعمل بها ( قال ) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم بدل من عهد أو تفسير وبيان للعهد ، واختار الطيبي رح الأول حيث قال بدل منه بدل الفعل من الفعل كما في قوله :

                                                                                                          متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا تجد حطبا جزلا ونارا تأججا

                                                                                                          أبدل تلمم بنا من قوله تأتنا ( إنما يكفيك من جمع المال ) أي للوسيلة بحسن المال ( خادم ) للحاجة إليه ( ومركب ) أي مركوب يسار عليه ( في سبيل الله ) أي في الجهاد أو الحج أو طلب العلم والمقصود منه القناعة والاكتفاء بقدر الكفاية مما يصح أن يكون زادا للآخرة كما رواه الطبراني والبيهقي عن خباب : إنما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا مثل زاد الراكب ( وأجدني اليوم قد جمعت ) ، وفي رواية رزين : فلما مات حصل ما خلف فبلغ ثلاثين درهما وحسبت فيه القصعة التي كان يعجن فيها وفيها يأكل .

                                                                                                          قوله : ( عن سمرة بن سهم ) القرشي الأسدي مجهول من الثانية ( فذكر نحوه ) قال المنذري في الترغيب بعد ذكر الحديث المذكور : رواه الترمذي والنسائي ، ورواه ابن ماجه عن سمرة بن سهم عن رجل من قومه لم يسمه ، قال نزلت على أبي هاشم بن عقبة فجاءه معاوية فذكر الحديث بنحوه ، ورواه ابن حبان في صحيحه عن سمرة بن سهم قال : نزلت على أبي هاشم بن عتبة وهو مطعون فأتاه معاوية فذكر الحديث ، وذكره رزين فزاد فيه : فلما مات إلى آخر ما نقلت قبل هذا .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن بريدة الأسلمي ) أخرجه أحمد ص 360 ج 5 والنسائي والضياء المقدسي عنه مرفوعا : يكف أحدكم من الدنيا خادم ومركب .

                                                                                                          [ ص: 511 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية