الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2346 حدثنا عمرو بن مالك ومحمود بن خداش البغدادي قالا حدثنا مروان بن معاوية حدثنا عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الخطمي عن أبيه وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مروان بن معاوية وحيزت جمعت حدثنا بذلك محمد بن إسمعيل حدثنا الحميدي حدثنا مروان بن معاوية نحوه وفي الباب عن أبي الدرداء

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا عمرو بن مالك ) الراسبي أبو عثمان البصري ضعيف من العاشرة ( ومحمود بن خداش البغدادي ) قال في التقريب محمود بن خداش بكسر المعجمة ثم مهملة خفيفة وآخره معجمة الطالقاني نزيل بغداد صدوق من العاشرة ( أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شميلة ) بمعجمة مصغرا الأنصاري المدني القبائي بضم القاف وتخفيف الموحدة . ممدود مقبول من السابعة ( عن سلمة بن عبيد الله بن محصن ) بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الصاد المهملتين . قال الحافظ في التقريب : سلمة بن عبد الله ويقال ابن عبيد الله بن محصن الأنصاري الخطمي المدني مجهول من الرابعة . وقال في تهذيب التهذيب في ترجمته : روى عن أبيه ويقال له صحبة . وروى عنه عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري ذكره ابن حبان في الثقات له في السنن حديث واحد : من أصبح منكم آمنا في سربه الحديث . قال وقال أحمد : لا أعرفه . وقال العقيلي : لا يتابع على حديثه انتهى .

                                                                                                          ( عن أبيه ) أي عبيد الله بن محصن قال في التقريب : عبد الله بن محصن الأنصاري ، يقال : عبيد الله بالتصغير ورجح ، مختلف في صحبته له حديث انتهى . ( وكانت له صحبة ) قال في تهذيب التهذيب في ترجمته : قال ابن عبد البر : أكثرهم يصحح صحبته . وقال أبو نعيم : أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- ورآه . وذكره البخاري وغير واحد فيمن اسمه عبيد الله يعني مصغرا ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( من أصبح منكم ) أي أيها المؤمنون ( آمنا ) أي غير خائف من عدو ( في سربه ) المشهور كسر السين أي في نفسه ، وقيل : السرب الجماعة ، فالمعنى في أهله وعياله ، وقيل بفتح السين أي في مسلكه وطريقه ، وقيل : بفتحتين أي في بيته . كذا ذكره القاري عن بعض الشراح . وقال التوربشتي : أبى بعضهم إلا السرب بفتح السين والراء أي في بيته ، ولم يذكر فيه رواية ، ولو سلم له قوله أن يطلق السرب على كل بيت كان قوله هذا حريا بأن يكون أقوى الأقاويل إلا أن السرب يقال للبيت الذي هو في الأرض .

                                                                                                          وفي القاموس : [ ص: 10 ] السرب الطريق وبالكسر الطريق والبال والقلب والنفس والجماعة ، وبالتحريك جحر الوحش والحفير تحت الأرض ، انتهى . فيكون المراد من الحديث المبالغة في حصول الأمن ولو في بيت تحت الأرض ضيق كجحر الوحش أو التشبيه به في خفائه وعدم ضياعه ( معافى ) اسم مفعول من باب المفاعلة أي صحيحا سالما من العلل والأسقام ( في جسده ) أي بدنه ظاهرا وباطنا ( عنده قوت يومه ) أي كفاية قوته من وجه الحلال ( فكأنما حيزت ) بصيغة المجهول من الحيازة وهي الجمع والضم ( له ) الضمير عائد لمن رابط للجملة أي جمعت له ( الدنيا ) وزاد في المشكاة بحذافيرها . قال القاري : أي بتمامها والحذافير الجوانب ، وقيل : الأعالي واحدها حذفار أو حذفور . والمعنى فكأنما أعطي الدنيا بأسرها ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه البخاري في الأدب المفرد وابن ماجه .

                                                                                                          قوله : ( حدثنا محمد بن إسماعيل ) هو الإمام البخاري ( أخبرنا الحميدي ) هو عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي المكي أبو بكر ثقة حافظ فقيه أجل أصحاب ابن عيينة من العاشرة . قال الحاكم : كان البخاري إذا وجد الحديث عند الحميدي لا يعدوه إلى غيره كذا في التقريب .




                                                                                                          الخدمات العلمية