الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3980 وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا قلت لا يا رب ولكن أشبع يوما وأجوع يوما وقال ثلاثا أو نحو هذا فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك وإذا شبعت شكرتك وحمدتك قال هذا حديث حسن وفي الباب عن فضالة بن عبيد والقاسم هذا هو ابن عبد الرحمن ويكنى أبا عبد الرحمن ويقال أيضا يكنى أبا عبد الملك وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية وهو شامي ثقة وعلي بن يزيد ضعيف الحديث ويكنى أبا عبد الملك

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( وبهذا الإسناد ) أي بالإسناد المذكور المتقدم .

                                                                                                          قوله : ( عرض علي ربي ) أي إلي عرضا حسيا أو معنويا وهو الأظهر . والمعنى شاورني وخيرني بين الوسع في الدنيا ، واختيار البلغة لزاد العقبى من غير حساب ولا عتاب . قاله القاري ( بطحاء مكة ) أي أرضها ورمالها ( ذهبا ) أي بدل حجرها ومدرها . وأصل البطحاء مسيل الماء ، وأراد هنا عرصة مكة وصحاريها فإضافته بيانية . قال الطيبي : قوله بطحاء مكة تنازع فيه عرض وليجعل أي عرض علي بطحاء مكة ليجعلها لي ذهبا ، وقال في اللمعات : وجعلها ذهبا - إما بجعل حصاه ذهبا أو ملء مثله بالذهب . والأول أظهر وجاء في بعض الروايات : جعل جبالها ذهبا ، انتهى . ( قلت لا ) أي لا أريد ولا أختار ( ولكن أشبع يوما ) أي أختار أو أريد أن أشبع وقتا أي فأشكر ( وأجوع يوما ) أي فأصبر ( أو قال ثلاثا أو نحو هذا ) شك من الراوي ( تضرعت إليك ) بعرض الافتقار عليك ( وذكرتك ) أي في نفسي وبلساني ( فإذا شبعت شكرتك ) على إشباعك وسائر نعمائك ( وحمدتك ) أي بما ألهمتني من ثنائك .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن فضالة بن عبيد ) أخرجه الترمذي في هذا الباب .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه أحمد .

                                                                                                          قوله : ( وعلي بن يزيد يضعف في الحديث إلخ ) قال في التقريب : علي بن يزيد بن [ ص: 13 ] أبي زياد الألهاني أبو عبد الملك الدمشقي صاحب القاسم بن عبد الرحمن ضعيف من السادسة .




                                                                                                          الخدمات العلمية