الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2504 حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المسلمين أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه ويده هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أبي موسى

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( من سلم المسلمون ) أي والمسلمات إما تغليبا وإما تبعا ويلحق بهم أهل [ ص: 173 ] الذمة حكما . وفي رواية ابن حبان من سلم الناس ( من لسانه ) أي بالشتم واللعن والغيبة والبهتان والنميمة والسعي إلى السلطان وغير ذلك ( ويده ) بالضرب والقتل والهدم والدفع والكتابة بالباطل ونحوها وخصا لأن أكثر الأذى بهما أو أريد بهما مثلا وقدم اللسان لأن الإيذاء به أكثر وأسهل ، ولأنه أشد نكاية كما قال :


                                                                                                          جراحات السنان لها التئام ولا يلتام ما جرح اللسان



                                                                                                          ولأنه يعم الأحياء والأموات ، وابتلي به الخاص والعام خصوصا في هذه الأيام ، وعبر به دون القول ليشمل إخراجه استهزاء بغيره وقيل كنى باليد عن سائر الجوارح لأن سلطنة الأفعال إنما تظهر بها إذ بها البطش والقطع والوصل والمنع والأخذ ، فقيل في كل عمل هذا مما عملته أيديهم وإن لم يكن وقوعه بها ثم الحد والتعزير وتأديب الأطفال والدفع لنحو العيال ونحوها فهي استصلاح وطلب للسلامة ، أو مستثنى شرعا أو لا يطلق عليه الأذى عرفا .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث صحيح غريب ) وأخرجه البخاري ومسلم .




                                                                                                          الخدمات العلمية