الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2582 حدثنا سويد أخبرنا عبد الله أخبرنا سعيد بن يزيد عن أبي السمح عن ابن حجيرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الحميم ليصب على رءوسهم فينفذ الحميم حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر ثم يعاد كما كان وسعيد بن يزيد يكنى أبا شجاع وهو مصري وقد روى عنه الليث بن سعد قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب وابن حجيرة هو عبد الرحمن بن حجيرة المصري

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا سعيد بن يزيد ) الحميري القتباني أبو شجاع الإسكندراني ثقة عابد [ ص: 256 ] من السابعة ( عن أبي السمح ) هو دراج بن سمعان ( عن ابن حجيرة ) هو عبد الرحمن بن حجيرة بمهملة وجيم مصغرا المصري القاضي ، وهو ابن حجيرة الأكبر ثقة من الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( إن الحميم ) أي في قوله تعالى : يصب من فوق رءوسهم الحميم المفسر بالماء البالغ نهاية الحر ( فينفذ الحميم ) بضم الفاء من النفوذ وهو التأثير والدخول في الشيء ، أي يدخل أثر حرارته من رأسه إلى باطنه ( حتى يخلص ) بضم اللام أي يصل ( إلى جوفه ) أي إلى بطنه ( فيسلت ) بضم اللام وكسرها من سلت القصعة إذا مسحها من الطعام فيذهب ، وأصل السلت القطع ، فالمعنى فيمسح ويقطع الحميم ( ما في جوفه ) أي من الأمعاء ( يمرق ) بضم الراء أي يخرج من مرق السهم إذا نفذ في الغرض وخرج منه ( وهو الصهر ) بفتح الصاد بمعنى الإذابة . والمعنى ما ذكر من النفوذ وغيره هو معنى الصهر المذكور في قوله تعالى : يصهر به ما في بطونهم والجلود ( ثم يعاد ) أي ما في جوفه ( كما كان ) لقوله تعالى كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب صحيح ) قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : رواه الترمذي والبيهقي إلا أنه قال : فيخلص ينفذ إلى الجمجمة حتى يخلص إلى وجهه ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية