الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3444 حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثنا سيار حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أريد سفرا فزودني قال زودك الله التقوى قال زدني قال وغفر ذنبك قال زدني بأبي أنت وأمي قال ويسر لك الخير حيثما كنت قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله ( حدثنا عبد الله بن أبي زياد ) القطواني الكوفي ( أخبرنا سيار ) بن حاتم العنزي أبو سلمة البصري ( أخبرنا جعفر بن سليمان ) الضبعي . قوله : ( فزودني ) أمر من التزويد وهو إعطاء الزاد والزاد طعام يتخذ للسفر يعني ادع لي دعاء يكون بركته معي في سفري كالزاد ( زودك الله التقوى ) أي الاستغناء عن المخلوق أي امتثال الأوامر واجتناب النواهي ( قال زدني ) أي من الزاد أو من الدعاء ( قال زدني بأبي أنت وأمي ) أي أفديك بهما وأجعلهما فداءك فضلا عن غيرهما ( ويسر لك الخير ) أي سهل لك خير الدارين ( حيث ما كنت ) أي في أي مكان حللت ومن لازمه في أي زمان نزلت . قال الطيبي : يحتمل أن الرجل طلب الزاد المتعارف فأجابه عليه الصلاة والسلام بما أجابه على طريقة أسلوب الحكيم أي زادك أن تتقي محارمه وتجتنب معاصيه ومن ثم لما طلب الزيادة قال وغفر ذنبك . فإن الزيادة من جنس المزيد عليه وربما زعم الرجل أن يتقي الله وفي الحقيقة لا يكون تقوى تترتب عليه المغفرة فأشار بقوله : وغفر ذنبك أن يكون ذلك الاتقاء بحيث يترتب عليه المغفرة ثم توقى منه إلى قوله : ويسر لك الخير فإن التعريف في الخير للجنس فيتناول خير الدنيا والآخرة . قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه النسائي والحاكم في مستدركه .

                                                                                                          [ ص: 286 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية