الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3762 حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن ثور بن يزيد عن مكحول عن كريب عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس إذا كان غداة الاثنين فأتني أنت وولدك حتى أدعو لك بدعوة ينفعك الله بها وولدك فغدا وغدونا معه وألبسنا كساء ثم قال اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا اللهم احفظه في ولده قال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء ) الخفاف أبو نصر العجلي مولاهم البصري نزيل بغداد صدوق ربما أخطأ أنكروا عليه حديثا في فضل العباس يقال دلسه عن ثور من التاسعة قاله الحافظ ( عن ثور بن يزيد ) الحمصي قوله : " فأتني أنت وولدك " بفتحتين وبضم وسكون أي : أولادك " حتى أدعو لهم " أي : للأولاد معك ، قال الطيبي : وهو كذا في الترمذي ، وفي جامع الأصول ، وفي بعض نسخ المصابيح لكم . انتهى ، والمعنى حتى أدعو لكم جميعا ( وولدك ) أي : وينفع بها أولادك ( فغدا ) أي : العباس ( وغدونا ) أي : نحن معاشر الأولاد ( معه ) ، والمعنى : فذهبنا جميعنا إليه -صلى الله عليه وسلم- ( فألبسنا ) أي : النبي -صلى الله عليه وسلم- جميعنا ، أو نحن الأولاد مع العباس " مغفرة ظاهرة وباطنة " أي : ما ظهر من الذنوب وما بطن منها " لا تغادر " أي : لا تترك تلك المغفرة " ذنبا " أي : غير مغفور " اللهم احفظه في ولده " أي : أكرمه وراع أمره كي لا يضيع في شأن ولده ، زاد رزين : " واجعل الخلافة باقية في عقبه " ، قال التوربشتي : أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك إلى أنهم خاصته وأنهم بمثابة النفس الواحدة التي يشملها كساء واحد ، وأنه يسأل الله تعالى أن يبسط عليهم رحمته ببسط الكساء عليهم وأنه يجمعهم في الآخرة تحت لوائه ، وفي هذه الدار تحت رايته لإعلاء كلمة الله تعالى ونصرة دعوة رسوله ، وهذا معنى رواية رزين : " واجعل الخلافة باقية في عقبه " .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه رزين .




                                                                                                          الخدمات العلمية