الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3799 حدثنا القاسم بن دينار الكوفي حدثنا عبيد الله بن موسى عن عبد العزيز بن سياه كوفي عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن يسار عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما قال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد العزيز بن سياه وهو شيخ كوفي وقد روى عنه الناس له ابن يقال له يزيد بن عبد العزيز ثقة روى عنه يحيى بن آدم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن عبد العزيز بن سياه ) بكسر المهملة بعدها تحتانية خفيفة الأسدي الكوفي صدوق يتشيع من السابعة . قوله : " ما خير عمار " بصيغة المجهول من التخيير أي : ما جعل مخيرا " إلا اختار أرشدهما " أي : أصلحهما وأصوبهما وأقربهما إلى الحق ، وفي بعض النسخ أشدهما أي : أصعبهما ، قال القاري قيل هذا بالنظر إلى نفسه فلا ينافي رواية : ما اختير عمار بين أمرين إلا اختار أيسرهما فإنه بالنظر إلى غيره ، والأظهر في الجمع بين الروايات أنه كان يختار أصلحهما وأصوبهما فيما تبين ترجيحه وإلا فاختار أيسرهما . انتهى . قيل : في هذا الحديث دليل على أن الرشد مع علي -رضي الله عنه- في خلافته وأن معاوية أخطأ في اجتهاده ولم يكن على الرشد ؛ لأن عمارا -رضي الله عنه- اختار موافقة علي وكان معه يوم صفين حتى استشهد في ذلك الحرب . قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه ابن ماجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية