الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3852 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا بشر بن السري عن حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر قال استغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البعير خمسا وعشرين مرة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب ومعنى قوله ليلة البعير ما روي عن جابر من غير وجه أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فباع بعيره من النبي صلى الله عليه وسلم واشترط ظهره إلى المدينة يقول جابر ليلة بعت من النبي صلى الله عليه وسلم البعير استغفر لي خمسا وعشرين مرة وكان جابر قد قتل أبوه عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد وترك بنات فكان جابر يعولهن وينفق عليهن وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبر جابرا ويرحمه بسبب ذلك هكذا روي في حديث عن جابر نحو هذا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا ابن أبي عمر ) اسمه محمد بن يحيى ( عن أبي الزبير ) المكي اسمه محمد بن مسلم بن تدرس .

                                                                                                          قوله : ( استغفر لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة البعير ) أي : ليلة باع جابر بعيره من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . قوله : ( هذا حديث حسن غريب صحيح ) وأخرجه النسائي ( ومعنى ليلة البعير ما روي من غير وجه عن جابر ، أنه كان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلخ ) حديث جابر هذا أخرجه الشيخان مطولا [ ص: 238 ] وأخرجه الترمذي مختصرا في باب اشتراط الدابة عند البيع ( يقول جابر ليلة بعت من النبي -صلى الله عليه وسلم- البعير استغفر لي خمسا وعشرين مرة ) ، وفي رواية ابن ماجه من طريق أبي نضرة عن جابر فقال : " أتبيع ناضحك هذا ، والله يغفر لك " . زاد النسائي من هذا الوجه وكانت كلمة تقولها العرب ، افعل كذا والله يغفر لك ، ولأحمد : قال سليمان يعني بعض رواته فلا أدري كم من مرة ، يعني قال له : والله يغفر لك ، وللنسائي من طريق أبي الزبير عن جابر ، استغفر لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة البعير خمسا وعشرين مرة . كذا في الفتح ( وترك بنات ) أي : تسعا ( يعولهن ) من عال رجل عياله يعولهم إذا قام بما يحتاجون إليه من ثوب وغيره ( يبر جابرا ) أي : يحسن إليه من البر وهو الصلة ، والجنة ، والخير والاتساع في الإحسان من باب علم وضرب .




                                                                                                          الخدمات العلمية