الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3889 حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن عبد الله بن زياد الأسدي قال سمعت عمار بن ياسر يقول هي زوجته في الدنيا والآخرة يعني عائشة رضي الله عنها قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن علي

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن أبي حصين ) اسمه عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي ( عن عبد الله بن زياد الأسدي ) أبو مريم الكوفي ، ثقة من الثالثة . قوله : ( هي زوجته في الدنيا ، والآخرة يعني عائشة ) كذا رواه الترمذي مختصرا ورواه البخاري من وجه آخر عن الحكم : سمعت أبا وائل قال : لما بعث علي عمارا ، والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا ، والآخرة ، ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه ، أو إياها ، قال العيني قوله : بعث علي أي : ابن أبي طالب ، وكان علي -رضي الله عنه- بعث عمار بن ياسر ، والحسن ابنه إلى الكوفة لأجل نصرته في مقاتلة كانت بينه وبين عائشة بالبصرة ويسمى بيوم الجمل بالجيم ، وقوله ليستنفرهم أي : ليستنجدهم ويستنصرهم من الاستنفار وهو الاستنجاد والاستنصار ، وقوله : خطب جواب لما ، قوله إنها أي : إن عائشة زوجة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا ، والآخرة ، وروى ابن حبان من طريق سعيد بن كثير عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها : أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا ، والآخرة . انتهى ، وقال الحافظ بعد ذكر حديث عائشة هذا : فلعل عمارا كان سمع هذا الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وقال وقوله في الحديث لتتبعوه ، أو إياها . قيل : الضمير لعلي لأنه الذي كان عمار يدعو إليه والذي يظهر أنه لله ، والمراد باتباع الله : حكمه الشرعي في طاعة الإمام وعدم الخروج عليه ، ولعله أشار إلى قوله تعالى : وقرن في بيوتكن فإنه أمر حقيقي خوطب به أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ولهذا كانت أم سلمة تقول : لا يحركني ظهر بعير حتى ألقى النبي -صلى الله عليه وسلم - ، والعذر في ذلك عن عائشة أنها كانت متأولة هي وطلحة والزبير ، وكان مرادهم إيقاع الإصلاح بين الناس وأخذ القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنهم أجمعين ، وكان رأي علي الاجتماع على الطاعة وطلب أولياء المقتول القصاص ممن يثبت عليه القتل بشروطه . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد ، والبخاري .




                                                                                                          الخدمات العلمية