الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3892 حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا هاشم هو ابن سعيد الكوفي حدثنا كنانة قال حدثتنا صفية بنت حيي قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلام فذكرت ذلك له فقال ألا قلت فكيف تكونان خيرا مني وزوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى وكان الذي بلغها أنهم قالوا نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وقالوا نحن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبنات عمه وفي الباب عن أنس قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إلا من حديث هاشم الكوفي وليس إسناده بذلك القوي

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا عبد الصمد ) بن عبد الوارث ( حدثتنا صفية بنت حيي ) بضم الحاء المهملة وفتح التحتية الأ ولى وتشديد الأخرى ابن أخطب من بني إسرائيل من سبط هارون بن عمران -عليه السلام- كانت تحت كنانة بن أبي الحقيق قتل يوم خيبر في محرم سنة سبع ووقعت في السبي فاصطفاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وقيل : وقعت في سهم دحية بن خليفة الكلبي فاشتراها منه بسبعة أرؤس ، فأسلمت فأعتقها وتزوجها وجعل عتقها صداقها ، ماتت سنة خمسين ودفنت بالبقيع . قوله : ( وقد بلغني ) الواو للحال ( فذكر ذلك ) أي : الكلام الذي بلغني عنهما ( قال ) أي : رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مخاطبا لصفية " ألا " حرف التحضيض " وكيف تكونان خيرا مني " الواو للعطف على مقدر ، أي : هما تزعمان أنهما خير مني وكيف تكونان إلخ " وزوجي محمد " -صلى الله عليه وسلم- ، والواو للحال " وأبي هارون " أي : ابن عمران وكانت صفية من أولاد هارون -عليه السلام- " وعمي موسى " أي : ابن عمران وكان هارون أخا موسى لأبيه وأمه . [ ص: 268 ] فإن قلت : أليست حفصة ابنة نبي وهو إسماعيل -عليه السلام- لأنها قرشية وعمها نبي وهو إسحاق -عليه السلام- وتحت نبي وهو النبي -صلى الله عليه وسلم- . قلت : هذه الصفات مشتركة بين نسائه -صلى الله عليه وسلم- اللاتي من قريش وصفية أيضا مشاركة لهن ؛ لأن موسى وهارون من أولاد يعقوب بن إسحاق عليهم السلام ، والمقصود دفع المنقصة بأنها أيضا تجمع صفات الفضل ، والكرم ( أنهم قالوا ) الظاهر أن يكون أنهن قلن ، فتذكير الضمير باعتبار أنهن أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- . قوله : ( وفي الباب عن أنس ) أخرجه الترمذي بعد هذا . قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه ابن عدي في الكامل ( لا نعرفه إلا من حديث هاشم الكوفي وليس إسناده بذاك ) أي : ليس بالقوي لضعف هاشم هذا .




                                                                                                          الخدمات العلمية