الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3911 حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك عن أبي أسيد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير دور الأنصار دور بني النجار ثم دور بني عبد الأشهل ثم بني الحارث بن الخزرج ثم بني ساعدة وفي كل دور الأنصار خير فقال سعد ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قد فضل علينا فقيل قد فضلكم على كثير قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأبو أسيد الساعدي اسمه مالك بن ربيعة وقد روي نحو هذا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه معمر عن الزهري عن أبي سلمة وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : " وفي كل دور الأنصار خير " المذكور في هذا الحديث لفظ خير في الموضعين : الأول قوله : خير دور الأنصار ، ولفظ خير فيه بمعنى أفعل التفضيل أي : أفضل دور الأنصار ، والثاني قوله هذا ، ولفظ خير فيه على أصله أي : في كل دور الأنصار خير ، وإن تفاوتت مراتبهم ( فقال سعد ) أي : ابن عبادة وهو من بني ساعدة ، وكان كبيرهم يومئذ ( ما أرى ) بفتح الهمزة من الرؤية وهي من إطلاقها على المسموع ، ويحتمل أن يكون من الاعتقاد ويجوز ضمها بمعنى الظن ( إلا قد فضل علينا ) أي : قد فضل النبي -صلى الله عليه وسلم- علينا بعض القبائل ، وإنما قال ذلك ؛ لأنه من بني ساعدة ، ولم يذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- بني ساعدة إلا بكلمة ثم بعد ذكره القبائل الثلاثة ، وفي رواية لمسلم : وبلغ ذلك سعد بن عبادة فوجد في نفسه ، وقال . خلفنا فكنا آخر الأربع ; أسرجوا لي حماري آتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكلمه ابن أخيه [ ص: 283 ] سهل فقال : أتذهب لترد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعلم ، أو ليس حسبك أن تكون رابع أربع فرجع ، وقال : الله ورسوله أعلم ، وأمر بحماره فحل عنه ( فقيل : ) قال الحافظ لم أقف على اسم الذي قال له ذلك ويحتمل أن يكون هو ابن أخيه سهلا ( قد فضلكم على كثير ) أي : على كثير من القبائل الغير المذكورين من الأنصار . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان والنسائي ( وأبو أسيد ) بضم الهمزة وفتح السين المهملة مصغرا ( اسمه مالك بن ربيعة ) بن البدن بفتح الموحدة والدال المهملة بعدها نون ، مشهور بكنيته ، شهد بدرا وغيرها ومات سنة ثلاثين ، وقيل : بعد ذلك حتى قال المدائني مات سنة ستين ، قال هو آخر من مات من البدريين .




                                                                                                          الخدمات العلمية