الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3945 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون أخبرني أيوب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن أعرابيا أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بكرة فعوضه منها ست بكرات فتسخطه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن فلانا أهدى إلي ناقة فعوضته منها ست بكرات فظل ساخطا ولقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي وفي الحديث كلام أكثر من هذا قال أبو عيسى هذا حديث قد روي من غير وجه عن أبي هريرة ويزيد بن هارون يروي عن أيوب أبي العلاء وهو أيوب بن مسكين ويقال ابن أبي مسكين ولعل هذا الحديث الذي رواه عن أيوب عن سعيد المقبري هو أيوب أبو العلاء

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( بكرة ) البكر بفتح موحدة فسكون كاف فتى من الإبل بمنزلة غلام من الناس ، والأنثى : بكرة كذا في النهاية ( فعوضه منها ست بكرات ) بفتحتين أي : أعطاه عوضها ست بكرات ( فتسخطها ) أي : كرها ولم يرض بها ، قال في القاموس : تسخطه تكرهه وعطاءه استقله لم يقع منها موقعا ، وإنما تسخط الأعرابي ؛ لأن طمعه في الجزاء كان أكثر لما سمع من جوده وفيض جوده -صلى الله عليه وسلم- ( فبلغ ذلك ) أي : سخطه " إن فلانا " كناية عن اسمه " فظل " أي : أصبح ، أو صار " لقد هممت " جواب قسم مقدر أي : والله لقد قصدت " أن لا أقبل هدية " أي : من أحد ( إلا من قرشي ) نسبة إلى قريش " ، أو أنصاري " أي : واحد من الأنصار " أو ثقفي " بفتح المثلثة ، والقاف نسبة إلى ثقيف قبيلة مشهورة " أو دوسي " بفتح الدال المهملة وسكون الواو نسبة إلى دوس بطن من الأزد أي : إلا من قوم في طبائعهم الكرم ، قال التوربشتي : كره قبول الهدية ممن كان الباعث له عليها طلب الاستكثار وإنما خص المذكورين فيه بهذه الفضيلة لما عرف فيهم من سخاوة النفس وعلو الهمة وقطع النظر عن الأعواض . قوله : ( وفي الحديث كلام أكثر من هذا ) لم أقف عليه ( هذا حديث قد روي من غير وجه عن أبي هريرة ) وأخرجه أبو داود والنسائي ( وهو أيوب بن مسكين ويقال ابن أبي مسكين ) قال الحافظ في تهذيب التهذيب أيوب بن أبي مسكين ويقال مسكين التميمي أبو العلاء القصاب الواسطي روى عن قتادة وسعيد المقبري وأبي سفيان وغيرهم وعنه إسحاق بن يوسف الأزرق وهشيم ويزيد بن هارون وغيرهم ، وقال في التقريب في ترجمته : صدوق له أوهام من السابعة ( ولعل هذا الحديث [ ص: 309 ] الذي روي عن أيوب عن سعيد المقبري هو أيوب أبو العلاء ) هذا هو الظاهر ، والله تعالى أعلم .




                                                                                                          الخدمات العلمية