الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5952 - وعن أبي خلدة ، قال : قلت لأبي العالية : سمع أنس من النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : خدمه عشر سنين ، ودعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان له بستان يحمل في كل سنة الفاكهة مرتين ، وإن فيها ريحان يجيء منه ريح المسك . رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث غريب .

التالي السابق


5952 - ( وعن أبي خلدة ) : بفتح المعجمة وسكون اللام قال المؤلف : هو خالد بن دينار التميمي السعدي البصري الخياط من الخياطة من ثقات التابعين ، روى عن أنس ، وعنه وكيع وغيره . ( قال : قلت لأبي العالية ) : قال المؤلف : اسمه رفيع بن مهران الرباحي مولاهم البصري ، رأى الصديق ، وروى عن عمر ، وأبي ، وعنه عاصم الأحول وغيره . قالت حفصة بنت سيرين ، كان يقول : قرأت على عمر ثلاث مرات ، أدرك زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد سنتين من وفاته ، توفي سنة تسعين ( سمع أنس ) : بحذف همزة الاستفهام أي : أسمع أحاديث ( من النبي صلى الله عليه وسلم ) ، أي : بلا واسطة يرويها أوله مراسيل من الصحابة ، مع أنها حجة اتفاقا ، وكأنه بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - تردد بعض الناس فيه ( قال ) ، أي : أبو العالية ( خدمه ) ، أي : خدم أنس النبي - صلى الله عليه وسلم - ( عشر سنين ) ، أي : وعمره عشر سنين ( ودعا له النبي - صلى الله عليه وسلم ) ، أي : بالبركة ( في عمره وولده وماله ) : فهو آخر من مات بالبصرة من الصحابة سنة إحدى وتسعين ، وله من العمر مائة وثلاث سنين ، ويقال : إنه ولد له مائة ولد . ( وإن له بستان يحمل ) ، أي : يثمر ( في كل سنة الفاكهة مرتين ، وكان فيها ) ، أي : في الحديقة وهي في معنى البستان ، وفي نسخة صحيحة فيه أي : في ذلك البستان ( ريحان ) : وهو نبت معروف له ريح طيب ( يجيء منه ريح المسك ) . وحاصل الجواب أن من كان له هذه المنزلة والصحبة وطول ملازمة الخدمة كيف لا يسمع ولا يروى عنه . ( رواه الترمذي ، وقال هذا حديث حسن غريب ) .

[ ص: 3841 ]



الخدمات العلمية