الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6158 - وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس : " إذا كان غداة الاثنين فأتني أنت وولدك حتى أدعو لهم بدعوة ينفعك الله بها وولدك " فغدا وغدونا معه ، وألبسنا كساءه ثم قال : " اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا ، اللهم احفظه في ولده " . رواه الترمذي . وزاد رزين : " واجعل الخلافة باقية في عقبه " وقال الترمذي : هذا حديث غريب .

التالي السابق


6158 - ( وعنه ) ، أي : عن ابن عباس ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس : " إذا كان غداة الاثنين " ) : بهمزة وصل وقد عدوا قول الشاعر :


وكل سر جاوز الإثنين شاع

لحنا لعدم اتزانه إلا بهمز القطع مع أنه قد يجوز لضرورة الشعر . ( " فائتني أنت وولديك " ) : بفتحتين وبضم وسكون أي : أولادك ( حتى أدعو لهم ) ، أي : للأولاد معك . قال الطيبي : وهو كذا في الترمذي وفي جامع الأصول وبعض نسخ المصابيح لكم . اهـ . والمعنى حتى أدعو لكم جميعا ( بدعوة ينفعك الله وولدك ) ، أي وينفع بها أولادك . ( قال ابن عباس : فغدا ) ، أي : العباس ( وغدونا ) ، أي : نحن معاشر الأولاد ( معه ) والمعنى فذهبنا جميعنا إليه - صلى الله عليه وسلم - وأبعد شارح في قوله أي قال ابن عباس : فغدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( وألبسنا ) ، أي : النبي - صلى الله عليه وسلم - جميعا أو نحن الأولاد مع العباس ( كساءه ) ، أي : لباسه الخاص على وجه الاختصاص وإرادة الإخلاص ( ثم قال : " اللهم اغفر للعباس وولده " ) ، أي : أولاده ( " مغفرة ظاهرة وباطنة " ) ، أي : ما ظهر من الذنوب وما بطن من العيوب التي لم يعلمها إلا علام الغيوب ( " لا تغادر " ) ، أي : لا تترك تلك المغفرة ( " ذنبا " ) ، أي : غير مغفور ( " اللهم احفظه في ولده ) . رواه الترمذي ، وزاد رزين : " واجعل الخلافة باقية في عقبه " . ( وقال الترمذي : هذا حديث غريب ) . قال التوربشتي : أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك إلى أنهم خاصته وأنعم بمثابة النفس الواحدة التي يشملها كساء واحد ، وأنه يسأل الله تعالى أن يبسط عليهم رحمته بسط الكساء عليهم ، وأنه يجعلهم في الآخرة تحت لوائه ، وفي هذه الدار تحت رايته . لإعلاء كلمة الله تعالى ، ونصرة دعوة رسوله ، اللهم احفظه في ولده أي : أكرمه وراع أمره كيلا يضيع في شأن ولده ، وهذا معنى رواية رزين واجعل الخلافة باقية في عقبه .




الخدمات العلمية