الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6171 - وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال : قلت لأمي : دعيني آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأصلي معه المغرب وأسأله أن يستغفر لي ولك ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فصليت معه المغرب ، فصلى حتى صلى العشاء ، ثم انفتل فتبعته ، فسمع صوتي ، فقال : " من هذا ؟ حذيفة ؟ " قلت : نعم . قال : " ما حاجتك ؟ غفر الله لك ولأمك ، إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة ، استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " . رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث غريب .

التالي السابق


6171 - ( وعن حذيفة قال : قلت لأمي : دعيني ) ، أي : اتركيني وخلي سبيلي ( آتي ) : بإثبات الياء فهو استئناف أي : أنا آتي ( النبي - صلى الله عليه وسلم - فأصلي معه المغرب ) : ولعلها كانت تمنعه لبعد محله خوفا عليه أو عليها ( وأسأله أن يستغفر لي ولك ) ، أي : فأذنت لي ( فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فصليت معه المغرب ، فصلى ) ، أي : النبي - صلى الله عليه وسلم - النوافل ( حتى صلى العشاء ، ثم انفتل ) ، أي : انصرف ورجع ( فتبعته ، فسمع صوتي ) ، أي : صوت حركة رجلي ( فقال : " من هذا ؟ حذيفة " ) ؟ أي : فقال قبل جوابي ! حذيفة لما علم من نور النبوة أو طريق الفراسة ، وهو خبر مبتدأ محذوف أي : أهذا أو هو أو أنت حذيفة ؟ قلت : نعم . قال : " ما حاجتك ؟ غفر الله لك ولأمك ) ، وهذا إبهام وتبيين للحاجة السابقة ثم استأنف وقال : ( " إن هذا " ) ، أي : المحسوس عنده - صلى الله عليه وسلم - الملحوظ حكما عند حذيفة ( " ملك لم ينزل الأرض قبل هذه الليلة " ) ، فيه إيماء إلى تعظيم الأمر الذي نزل فيه ( " استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " . رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث غريب ) . وفي الذخائر أخرجه أحمد والترمذي وقال : حسن غريب .




الخدمات العلمية