الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
996 - وعن أنس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يا أنس ! اجعل بصرك حيث تسجد " رواه [ البيهقي في " سننه الكبير " ، من طريق الحسن عن أنس يرفعه ]

التالي السابق


996 - ( وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا أنس اجعل بصرك حيث تسجد " ) ، أي : في سائر الصلاة عند الشافعي قاله ابن حجر وقال الطيبي : يستحب للمصلي أن ينظر في القيام إلى موضع سجوده ، وفي الركوع إلى ظهر قدميه ، وفي السجود إلى أنفه ، وفي التشهد إلى حجره اهـ ، وهو مذهب أبي حنيفة وأصحابه ، ولعله رواية في مذهب الشافعي ، لكن قال ابن حجر : جزم الشارح بهذا غلط فاحش ، ثم قال : قيل : يسن لمن بالمسجد الحرام النظر إلى الكعبة إلا حالة القول في التشهد : لا إله إلا الله ، فلا يجاوز بصره سبابته ما دامت مرتفعة ، وعن المتقدمين من الشافعية أنه يسن لمن بالمسجد الحرام أن ينظر إلى الكعبة ، وقيل : ويجوز في النفل دون المرض ، ورده المتأخرون بأنه استثناء لم ينقل ، فكان في حيز الطرح لمخالفته الحديث وكلام العلماء ، وبأنه يلهي عن الخشوع ، وبما صح عن عائشة : عجبا للمسلم إذا دخل الكعبة كيف يرفع بصره قبل السقف يدع ذلك إجلالا لله تعالى دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلف بصره موضع سجوده ، وبما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم [ نظر ] في صلاته فيها لمحل سجوده ، هكذا خارجها إذ لا قائل بالفرق ، ولذا سن للطائف أن لا يجاوز بصره محل مشيه ، لأنه الأدب الذي يحصل به اجتماع القلب اهـ .

ويؤخذ من الحديث كراهة التغميض ، ويؤيده خبر الطبراني : " إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يغمض عينه " ، وإن تفرد به حذيفة ، والصحيح في مذهبنا ما تقدم من النظر إلى موضع السجود مطلقا ، وقيل : ينظر إلى الكعبة ، ويمكن حمله على مراعاة القبلة ; لأنه بأدنى انحراف يميل عن الكعبة فيحتاج إلى الملاحظة ، ( رواه ) : هنا بياض ، وألحق به البيهقي في سننه الكبير من طريق الحسن ، عن أنس ، وفي نسخة صحيحة : يرفعه ، قيل : أنه من ملحقات الجزري ، قال ابن حجر : وله طرق تقتضي حسنه .




الخدمات العلمية