الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثاني

1093 - عن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رصوا صفوفكم ، وقاربوا بينها ، وحاذوا بالأعناق ; فوالذي نفسي بيده ، إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف " . رواه أبو داود .

التالي السابق


الفصل الثاني

1093 - ( عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رصوا ) : بضم الراء ( صفوفكم ) أي : سووها وضموا بعضكم إلى بعض حتى لا يكون بينكم فرجة ( وقاربوا بينها ) أي : بين الصفوف بحيث لا يقع بين صفين [ ص: 852 ] صف آخر ، فيصير تقارب أشباحكم سببا لتعاضد أرواحكم ، ولا يقدر الشيطان أن يمر بين أيديكم ، والظاهر أن محله حيث لا عذر كحر أو برد شديد ( وحاذوا بالأعناق ) أي : بأن لا يترفع بعضكم على بعض بأن يقف في مكان أرفع من مكان الآخر قاله القاضي ، قال الطيبي : ولا عبرة بالأعناق إذ ليس على الطويل أن يجعل عنقه محاذيا للقصير ، انتهى . وأما تفسير محاذاة الأعناق بالمحاذاة بالمناكب كما اختاره ابن حجر ، فمدفوع بأن هذا علم من قوله : " رصوا صفوفكم " ( فوالذي نفسي بيده ، إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف ) : بفتحتين ، أي : فرجته ، أو كثرة تباعدها عن بعض . ( كأنها الحذف ) : بفتح الحاء المهملة والذال المعجمة ، وهو الغنم السود الصغار من غنم الحجاز ، وقيل : صغار جرد ليس لها آذان ولا أذناب ، يجاء بها من اليمن ، أي : كأن الشيطان وأنث باعتبار الخبر ، وقيل : إنما أنث لأن اللام في الخبر للجنس ، يكون في المعنى جمعا ، وفي نسخة ( كأنه ) وفي شرح الطيبي قال المظهر : الضمير في ( كأنها ) راجع إلى مقدر ، أي : جعل نفسه شاة أو ماعزة كأنها الحذف ، وقيل : ويجوز التذكير باعتبار الشيطان ، ويجوز تأنيثه باعتبار الحذف لوقوعه بينهما فلا حاجة إلى مقدر . ( رواه أبو داود ) : وسكت عليه ، قال النووي : إسناده على شرط مسلم ، نقله ميرك وقال : ورواه النسائي مختصرا .




الخدمات العلمية