الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
179 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ( إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك ، ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا ) . رواه الترمذي .

التالي السابق


179 - ( وعن أبي هريرة ) : رضي الله عنه ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنكم ) : أيها الصحابة ( في زمان ) أي : زمان عظيم من عزة الإسلام وأمن أهله ، وهو زمان نزول الوحي وسماع كلام صاحب الرسالة ( من ترك منكم ) أي : فيه وهو الرابط لجملة الشرط بموصوفها وهو زمان ( عشر ) : بسكون الشين وضمها ( ما أمر به ) أي : من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إذ لا يجوز صرف هذا القول إلى عموم المأمورات لأنه عرف أن مسلما لا يعذر فيما يهمل من الفرض الذي تعلق بخاصة نفسه . هكذا قاله الشراح . قال الطيبي : ولعل هذا غير مناسب لباب التمسك بالكتاب والسنة ، وفيه بحث لأن الأمر بالمعروف لا يعرف إلا منهما ، ثم قال : بل لو حمل على ما مر في الحديث السابق ، وهو من عمل في سنة على ما بيناه كان أنسب ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطريق الأولى ، ويجري معنى قوله " ما أمر به " في أمر الندب ا هـ .

[ ص: 265 ] وفيه أن الهلاك لا يترتب على ترك الندب مطلقا فضلا عن عشره ، ثم رأيت ابن حجر وافقني في المحلين ( هلك ) : لأن الدين عزيز والحق ظاهر ، وفي أنصاره كثرة فالترك يكون تقصيرا منكم فلا يعذر أحد منكم في التهاون ( ثم يأتي زمان ) : يضعف فيه الإسلام ويكثر الظلمة والفساق وقل أنصاره ، فيعذر المسلمون في الترك إذ ذاك لعدم القدرة لا للتقصير ( من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا ) : لانتفاء تلك المعاني المذكورة ( رواه الترمذي ) .




الخدمات العلمية