الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1854 - وعن ابن الساعدي ، قال : استعملني عمر على الصدقة ، فلما فرغت منها ، وأديتها إليه ، أمر لي بعمالة ، فقلت : إنما عملت لله ، وأجري على الله ، قال : خذ ما أعطيت ، فإني قد عملت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، فعملني ، فقلت مثل قولك ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأله ، فكل وتصدق " . رواه أبو داود .

التالي السابق


1854 - ( وعن ابن الساعدي ، قال : استعملني عمر ) : أي : جعلني عاملا ( على الصدقة ) : أي : على أخذها وجمعها وحفظها ( فلما فرغت منها ) : أي : من أخذها ( وأديتها إليه ) : أي : إلى عمر ( أمر لي بعمالة ) : بضم العين ، وفي القاموس مثلثة : أجرة العمل ( فقلت : إنما عملت لله وأجري ) : بالوجهين ( على الله ، قال : خذ ما أعطيت : [ ص: 1317 ] صيغة المفعول ( فإني قد عملت ) : أي : على الصدقة ( على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، فعملني ) : بتشديد الميم ، أي : أعطاني أجرة العمل ، والمعنى : أراد إعطاءها ، أو أمر لي بالعطاء ( فقلت مثل قولك ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأله فكل " ) : أي : حال كونك فقيرا " وتصدق " : أي : حال كونك غنيا ( رواه أبو داود ) وفيه جواز أخذ العوض من بيت المال العام ، وإن كان فرضا كالقضاء والحسبة والتدريس ، بل يجب على الإمام كفاية هؤلاء ، ومن في معناهم في مال بيت المال ، وظاهر هذا الحديث وغيره مما سبق وجوب قبول ما أعطيه الإنسان من غير سؤال ولا إشراف نفس ، وبه قال أحمد وغيره ، وحمل الجمهور الأمر على الاستحباب ، أو الإباحة ، والله أعلم .




الخدمات العلمية