الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1880 - وعن مولى لعثمان قال : أهدي لأم سلمة بضعة من لحم ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه اللحم فقالت للخادم : ضعيه في البيت لعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكله ، فوضعته في كوة البيت ، وجاء سائل فقام على الباب فقال : تصدقوا بارك الله فيكم ، فقالوا : بارك الله فيك ، فذهب السائل ، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يا أم سلمة هل عندكم شيء أطعمه " فقالت : نعم ، قالت للخادم : اذهبي فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك اللحم ، فذهبت فلم تجد في الكوة إلا قطعة مروة ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " فإن ذلك اللحم عاد مروة لما لم تعطوه السائل " رواه البيهقي في دلائل النبوة .

التالي السابق


1880 - ( وعن مولى لعثمان قال : أهدي لأم سلمة بضعة ) بضم الباء وتكسر أي : قطعة ( من لحم ) وهي مطبوخة ( وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه اللحم ) جملة معترضة ( فقالت للخادم ) وهو واحد الخدم يقع على الذكر والأنثى لجريه مجرى الأسماء وهو هنا أنثى لقوله ( ضعيه ) أي : اللحم ( في البيت لعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكله ، فوضعته ) أي : الخادم ( في كوة البيت ) بفتح الكاف وتضم أي : في ثقبه وطاقه ( وجاء سائل فقام على الباب فقال ) أي : السائل ( تصدقوا ) أي : يا أهل البيت ( بارك الله فيكم ، فقالوا : بارك الله فيك ) فيه تعريض بالسؤال بلفظ الدعاء من السائل والتعريض بهما من المسئول ( فذهب السائل ، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا أم سلمة هل عندكم ) فيه تعظيم أو تغليب أو التفات والاستفهام مقدر أي : أعندكم ( شيء أطعمه ؟ ) أي : آكله ( فقالت : نعم ، قالت للخادم : اذهبي فأتي ) أي : فهاتي ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك اللحم ) بكسر الكاف ويفتح ( فذهبت فلم تجد في الكوة إلا قطعة مروة ) بسكون الراء أي : حجر أبيض براق ، وقيل : هي ما يقدح منه النار ( فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : فإن ذلك اللحم ) بكسر الكاف وفتحها ( عاد ) أي : صار ( مروة لما ) بكسر اللام وتخفيف الميم ، وبفتح اللام وتشديد الميم ( لم تعطوه ) أي : منه ( السائل ) ( رواه البيهقي في دلائل النبوة ) .




الخدمات العلمية