الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1902 - وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها " بذلك قيل : إن لنا في البهائم أجرا ؟ قال : " في كل ذات كبد رطبة أجر " متفق عليه .

التالي السابق


1902 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : غفر لامرأة مومسة ) بكسر الميم الثانية وفتحها أي : الفاجرة من الومس وهو الحكاك " مرت بكلب " أي : على كلب كائن " على رأس ركي " أي : بئر وقيل : بئر لم تطو " يلهث " يقال : لهث الكلب إذا خرج لسانه من العطش والتعب " كاد يقتله العطش " أي : قارب أن يهلكه " فنزعت خفها " أي : خلعته " فأوثقته " أي : شدته " بخمارها " بدلا من الحبل والدلو " فنزعت " أي : جذبت بهما " له " أي : للكلب " من الماء " أي : ماء البئر " فغفر لها بذلك " تأكيد للخبر " قيل : إن " أي : أئن " لنا في البهائم " أي : في إحسانها " أجرا ، قال : في كل ذات كبد رطبة " أي : حيوان " أجر " قيل إن الكبد إذا ظمئت ترطبت وكذا إذا ألقيت على النار ، وقيل هو من باب وصف الشيء بما يؤول إليه ، أي : كبد يرطبها السقي ويصيرها رطبة ، وقد ورد : " كبد حرى " تأنيث حران ، قال المظهر : في إطعام كل حيوان وسقيه أجر إلا أن يكون مأمورا بقتله كالحية والعقرب ، قال ابن الملك : وفي الحديث دليل على غفران الكبيرة من غير توبة وهو مذهب أهل السنة ، قيل : وفي الحديث تمهيد فائدة الخير وإن كان يسيرا ( متفق عليه ) .




الخدمات العلمية