الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2279 - وعن عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - ، أن رجلا قال : يا رسول الله ! إن شرائع الإسلام قد كثرت علي ، فأخبرني بشيء أتشبث به . قال : " لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله " رواه الترمذي ، وابن ماجه ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .

التالي السابق


2279 - ( وعن عبد الله بن بسر ) : بضم الموحدة وسكون السين المهملة ( أن رجلا قال : يا رسول الله ! إن شرائع الإسلام ) : قال الطيبي : الشريعة مورد الإبل على الماء الجاري ، والمراد ما شرع الله ، وأظهره لعباده من الفرائض والسنن اهـ . والظاهر أن المراد بها هنا النوافل لقوله : ( قد كثرت علي ) : بضم المثلثة ويفتح أي : غلبت على الكثرة حتى عجزت عنها لضعفي ( فأخبرني بشيء ) : قيل : أي : بشيء قليل موجب لجزاء جزيل أستغني به عما يغلبني ويشق علي . قال الطيبي : التنكير في بشيء للتقليل المتضمن لمعنى التعظيم كقوله تعالى : ورضوان من الله أكبر ومعناه أخبرني بشيء يسير مستجلب لثواب كثير اهـ . والأظهر أن التنوين لمجرد التنكير أي : أخبرني بشيء ( أتشبث : أي : أتعلق ( به ) : من عبادة جامعة غير شاقة مانعة في مكان دون مكان ، وزمان دون زمان ، وحال دون حال من قيام وقعود ، وأكل وشرب ، ومخالطة واعتزال ، وشباب وهرم ، وغير ذلك . ويكون جابرا عن بقيتها مشتملا على كليتها . ( قال : " لا يزال ) : أي : هو أنه لا يزال ( لسانك ) : أي : القالبي أو القلبي ( رطبا ) : أي : طريا مشتغلا قريب العهد ( من ذكر الله ) . رواه الترمذي ، وابن ماجه ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ) : ورواه ابن حبان ، وابن أبي شيبة ، والحاكم .




الخدمات العلمية