الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2398 - وعن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من قال حين يصبح اللهم أصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمدا عبدك ورسولك ، إلا غفر الله له ما أصابه في يومه ذلك من ذنب ، وإن قالها حين يمسي غفر الله له ما أصابه في تلك الليلة من ذنب ) . رواه الترمذي وأبو داود ، وقال الترمذي هذا حديث غريب .

التالي السابق


2398 - ( وعن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من قال حين يصبح اللهم أصبحنا نشهدك ) أي : نجعلك شاهدا على إقرارنا بوحدانيتك في الألوهية والربوبية ، وهو إقرار للشهادة وتأكيد لها وتجديد لها في كل صباح ومساء وعرض من أنفسهم أنهم ليسوا عنها غافلين ( ونشهد حملة عرشك وملائكتك ) بالنصب : عطف على الحملة تعميما بعد تخصيص ( وجميع خلقك ) أي : مخلوقاتك تعميم آخر ( أنك ) بفتح الهمزة أي : على شهادتي واعترافي بأنك ( أنت الله ) أي : الواجب الوجود صاحب الكرم والجود ( لا إله إلا أنت ) أي : موجود

[ ص: 1665 ] ( وحدك ) أي : منفردا بالذات ( لا شريك لك ) أي : في الأفعال والصفات ( وأن محمدا عبدك ورسولك ) سيد المخلوقات وسند الموجودات ( إلا غفر الله له ) استثناء مفرغ مما هو جواب محذوف للشرط المذكور أي : الذي قال فيه ذلك الذكر ، تقديره ما قال قائل هذا الدعاء إلا غفر الله له ( ما أصابه في يومه ذلك ) أو يقدر نفي أي : من قال ذلك يحصل له شيء من الأحوال إلا هذه الحالة العظيمة من المغفرة الجسيمة ( من ذنب ) فعلى هذا من في من قال بمعنى ما النافية ، ويمكن أن تكون إلا زائدة ويؤيده قوله : ( وإن قالها حين يمسي غفر الله له ما أصابه في تلك الليلة ) وفي نسخة في ليلته تلك ( من ذنب ) أي : أي ذنب كان ، واستثنى الكبائر وكذا ما يتعلق بحقوق العباد ، والإطلاق للترغيب مع أن الله يغفر ما دون الشرك لمن يشاء ( رواه الترمذي وأبو داود ) وكذا الطبراني في الأوسط ، إلا أن لفظ الحديث في الحديث بصيغة الإفراد في الشهادتين ( وقال الترمذي هذا حديث غريب ) .




الخدمات العلمية