الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2469 - ( وعنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع ، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة ) . رواه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه .

التالي السابق


2469 - ( وعنه ) أي : عن أبي هريرة ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : اللهم إني أعوذ بك من الجوع ) أي : الألم الذي ينال الحيوان من خلو المعدة عن الغذاء ويؤدي تارة إلى المرض وتارة إلى الموت ، وأشار بقوله : ( فإنه بئس الضجيع ) أي : المضاجع وهو ما يلازم صاحبه في المضجع إلى أنه جوع يمنع من الهجوع ووظائف العبادات كالسجود والركوع ، وقال الطيبي - رحمه الله - : الجوع يضعف القوى ويشوش الدماغ فيثير أفكارا ردية وخيالات فاسدة فيخل بوظائف العبادات والمراقبات ولذلك خص بالضجيع الذي يلازمه ليلا ومن ثم حرم الوصال اه . وقد يستدل بهذا الحديث لما قيل من أن الجوع المجرد لا ثواب فيه ( وأعوذ بك من الخيانة ) وهي ضد الأمانة قال الطيبي - رحمه الله - : هي مخالفة الحق بنقض العهد في السر ، والأظهر أنها شاملة لجميع التكاليف الشرعية كما يدل عليه قوله تعالى : إنا عرضنا الأمانة الآية وقوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم شامل لجميعها ( فإنها بئست البطانة ) أي : الخصلة الباطنة ، قال الطيبي : هي ضد الظهارة وأصلها في الثوب فاستعير لما يستبطنه الإنسان ، وقيل : أي بئس الشيء الذي يستبطنه من أمره ويجعله بطانة حاله في المغرب بطانة لملابسة بينهما كالإنسان يلابسه ضجيعه وبطانته ( رواه أبو داود النسائي وابن ماجه ) .




الخدمات العلمية