الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثاني

2595 - عن عمرو بن عبد الله بن صفوان ، عن خال له يقال له يزيد بن شيبان ، قال : كنا في موقف لنا بعرفة يباعده عمرو من موقف الإمام جدا ، فأتانا ابن مربع الأنصاري ، فقال : إني رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم ; يقول لكم : " قفوا على مشاعركم ، فإنكم على إرث أبيكم إبراهيم - عليه السلام " رواه الترمذي ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه .

التالي السابق


الفصل الثاني

2595 - ( وعن عمرو بن عبد الله بن صفوان ) أي : الجمحي القرشي من التابعين ( عن خال له يقال له يزيد بن شيبان ) أي : الأزدي ، له صحبة ، ورواية ، ويذكر في " الوحدان " . ( قال ) أي : يزيد ( كنا في موقف لنا ) أي : أسلافنا كانوا يقفون في الجاهلية ( بعرفة يباعده عمرو ) أي : يصفه بالبعد ( من موقف الإمام جدا ) أي : يجد جدا في التبعيد ، أي : بعدا كثيرا ، فهو متصل بقوله : " يباعده " متأخر عن متعلقه ، فإما على كونه مصدرا أي : يبعده تبعيدا جدا ، أي : كثيرا ، أو على الحالية .

وأغرب ابن حجر - رحمه الله - في قوله أي : بقوله : هو بعيد منه جدا ، أو بذكره حدود موقفهم - بكسر الميم - المعلوم منه أنه بعيد اهـ . ووجه غرابته لا يخفى ، على أن قوله : " موقفهم " بكسر الميم لا يصح رواية ولا دراية .

قيل : عمرو هو الراوي ، يعني : قال عمرو : كان بين ذلك الموقف ، وبين موقف إمام الحاج مسافة بعيدة . ( فأتانا ابن مربع ) بكسر الميم ، وسكون الراء ، وفتح الموحدة ، وقيل : اسمه زيد ، وقيل : يزيد ، وقيل : عبد الله ، والأول أكثر . ( الأنصاري ) صفة المضاف ( فقال : إني رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم ) وفي أصل ابن حجر : سقط ( رسول ) الثاني ، فتحذر ( يقول ) : أي : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكم : " قفوا على مشاعركم " أي : اثبتوا في مواقفكم ، واجعلوا وقوفكم في أماكنكم ، جمع المشعر ، وهو العلم أي : موضع النسك ، والعبادة ( وإنكم على إرث ) : أي : متابعة ( من إرث أبيكم ) : ( من ) للبيان أو للتبعيض ( إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - ) بدل أو بيان ، وفيه إشارة إلى قوله - تعالى : هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - . قال الطيبي - رحمه الله : المقصود دفع أن يتوهم أن الموقف ما اختاره النبي - صلى الله عليه وسلم - وتطيب خاطرهم بأنهم على إرث أبيهم ، وسنته . ( رواه الترمذي ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ) .




الخدمات العلمية