الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3465 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ، ناصيته ورأسه بيده ، وأوداجه تشخب دما ، يقول : يا رب ! قتلني ، حتى يدنيه من العرش " . رواه الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه .

التالي السابق


3465 - ( وعن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يجيء المقتول بالقاتل " ) : الباء للتعدية أي : يحضره ويأتي به ( " يوم القيامة ناصيته " ) : أي : شعر مقدم رأس القاتل ( " ورأسه " ) : أي : بقيته ( " بيده " ) : أي : بيد المقتول ، والجملة حال من الفاعل ، ويحتمل من المفعول على بعد ، وقد اكتفى فيها بالضمير . قال الطيبي رحمه الله : ويجوز أن يكون استئنافا على تقدير السؤال عن كيفية المجيء به ( " وأوداجه " ) : في النهاية : هي ما أحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح ، واحدها ودج بالتحريك ، وقيل : الودجان عرقان غليظان عن جانبي نقرة النحر ، وقيل : عبر عن المثنى بصيغة الجمع للأمن من الإلباس ، كقوله تعالى : فقد صغت قلوبكما وقال بعض شراح المصابيح : أي : ودجاه ، وهما : عرقان على صفحتي العنق ( " تشخب " ) : بضم الخاء المعجمة أي : تسيل ( " دما " ) : تمييز محول عن الفاعل أي : دمهما ( " يقول : يا رب قتلني " ) : أي : ويكرره ( " حتى يدنيه من العرش " ) : من أدنى أي : يقرب المقتول القاتل من العرش ، وكأنه كناية عن استقصاء المقتول في طلب ثأره ، وعن المبالغة في إرضاء الله تعالى إياه بعدله ( رواه الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ) .




الخدمات العلمية