الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4138 - وعن عكرمة ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لا أعلمه إلا رفع الحديث :

أنه كان يأمر بقتل الحيات ، وقال : من تركهن خشية ثائر فليس منا . رواه في " شرح السنة

التالي السابق


4138 - ( وعن عكرمة - رضي الله عنه - ) : أي مولى ابن عباس ( عن ابن عباس - رضي الله عنهما - . قال ) : أي عكرمة . وقال شارح أي أيوب لا أعلمه ) : أي لا أعلم ابن عباس ( إلا رفع الحديث ) : أي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم : ، وإنما قال ذلك لأن قوله : ( أنه كان يأمر بقتل الحيات ) : محتمل لأن ينسب إلى ابن عباس ، فيكون الحديث موقوفا ، ثم قوله : إنه كان بدل من الحديث ، فيكون الضمير راجعا إليه - صلى الله عليه وسلم - كذا قيل ، والأظهر أن أصل التركيب عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يأمر ، وقوله : قال : لا أعلم إلخ جملة معترضة بينهما مبينة أن القضية مرفوعة لا موقوفة إما ظنا وإما حقيقة ، والأمر محمول على الندب .

( وقال ) : أي ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعا لما سبق ( من تركهن ) : أي قتلهن والتعرض لهن ( خشية ثائر ) : والثائر طالب الثأر وهو الدم والانتقام والمعنى مخافة أن يكون لهن صاحب يطلب ثأرها ( فليس منا ) : أي من المقتدين بسنتنا الآخذين بطريقنا . قال شارح : قد جرت العادة على نهج الجاهلية بأن يقال : لا تقتلوا الحيات فإنكم لو قتلتم لجاء زوجها ويلسعكم للانتقام ، فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذا القول والاعتقاد . ( رواه ) : أي صاحب المصابيح ( في شرح السنة ) : أي بإسناده ، وروى البخاري ومسلم والنسائي عن ابن مسعود قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غار بمنى ، وقد نزلت عليه : والمرسلات عرفا 3 هـ فنحن نأخذها من فيه رطبة إذ خرجت علينا حية فقال : ( اقتلوها ) فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا ، فقال - صلى الله عليه وسلم : ( وقاها الله شركم كما وقاكم شرها ) . قلت : وفيه مشاركة سابقة ، والغالب أنها إنما تكون لاحقة .




الخدمات العلمية