الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4351 - وعن جابر - رضي الله عنه - قال : أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زائرا ، فرأى رجلا شعثا قد تفرق شعره ، فقال : أما كان يجد هذا ما يسكن به رأسه ؟ ورأى رجلا عليه ثياب وسخة فقال : أما كان يجد هذا ما يغسل به ثوبه ؟ " ، رواه أحمد ، والنسائي .

[ ص: 2784 ]

التالي السابق


[ ص: 2784 ] 4351 - ( وعن جابر قال : أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زائرا ، فرأى ) : أي في الطريق أو عندنا ( رجلا شعثا ) : بفتح فكسر وتفسيره قوله ( قد تفرق شعره ) : بفتح العين ويسكن ( فقال : ما كان ) " ما " نافية وهمزة الإنكار مقدرة أي ألم يكن ( يجد هذا ) : أي الرجل ( ما يسكن به رأسه ؟ ) : أي ما يلم شعثه ويجمع تفرقه فعبر بالتسكين عنه ( ورأى رجلا عليه ثياب وسخة ) : بفتح فكسر ( فقال : " أما كان يجد هذا ما يغسل به ثوبه ) : أي من الصابون أو الأشنان أو نفس الماء . قال الطيبي : أنكر عليه بذاذته لما يؤدي إلى ذلته ، وأما قوله : " البذاذة من الإيمان " فإثبات التواضع للمؤمن ، كما جاء : المؤمن متواضعا وليس بذليل ، وله العزة دون التكبر " ، ومنه حديث أبي بكر : " إنك لست ممن يفعله خيلاء " قلت : الصواب أن البذاذة وهي القناعة بالدون من الثياب لا تنافي النظافة التي ورد : أنها من الدين ، ولا تستلزم المذلة عند أرباب اليقين ، كما أشرنا إليه فيما تقدم ، والله أعلم . ( رواه أحمد ، والنسائي ) .




الخدمات العلمية