الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4377 - وعن جابر - رضي الله عنه - قال : لبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما قباء ديباج أهدي له ، ثم أوشك أن نزعه ، فأرسل به إلى عمر ، فقيل : قد أوشك ما انتزعته يا رسول الله فقال : " نهاني عنه جبرائيل " فجاء عمر يبكي ، فقال : يا رسول الله أكرهت أمرا وأعطيتنيه ، فما لي ؟ فقال : " إني لم أعطكه تلبسه ، إنما أعطيتكه تبيعه " . فباعه بألفي درهم . رواه مسلم .

التالي السابق


4377 - ( وعن جابر قال : لبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما قباء ديباج ) : بكسر الدال ويفتح ( أهدي له ) : أي أرسل له هدية فكأنه لبسه مراعاة لخاطر المهدي على ما هو المتعارف ، وكان لبسه إذ ذاك مباحا ( ثم أوشك أن نزعه ) : أي أسرع إلى نزعه ( فأرسل به إلى عمر ، فقيل : قد أوشك ما انتزعته ) : أي قد أسرع انتزاعك إياه ( يا رسول الله ! فقال : " نهاني عنه ) : أي عن لبسه ( جبريل فجاء عمر ) : عطف على مقدر أي فسمع عمر هذه القضية فجاء ( يبكي ) : أي باكيا ( فقال : يا رسول الله أكرهت أمرا ) : أي لبس هذا الثوب ( وأعطيتنيه ) : أي لألبسه ( فما لي ؟ ) : أي فكيف حالي ومآلي ( فقال : " إني لم أعطكه تلبسه ) : بالرفع وفي نسخة بالنصب ( إنما أعطيتكه تبيعه ) : بالوجهين . قال الطيبي : تلبسه وتبيعه مرفوعا على الاستئناف لبيان الغرض من الإعطاء ، قلت : ولعل وجه النصب أن أصله لأن تلبسه ولأن تبيعه فحذف اللام ، ثم حذف ( أن ) وأبقى الإعراب على أصله ، كما قيل في قوله : تسمع بالمعيدي ( فباعه ) : أي عمر الثوب ( بألفي درهم ، رواه مسلم ) .




الخدمات العلمية