الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4634 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر على غلمان ، فسلم عليهم . متفق عليه .

التالي السابق


4634 - ( وعن أنس - رضي الله تعالى عنه - [ قال ] : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر على غلمان ) بكسر أوله جمع غلام بمعنى : صبي أو مملوك ( فسلم عليهم ) أي : تواضعا ; ولأنه كان مارا ولكثرتهم على احتمال . قال النووي : فيه استحباب السلام على الناس كلهم حتى الصبيان المميزين ، وبيان تواضعه وكمال شفقته على العالمين [ ص: 2939 ] ولو سلم على رجال وصبيان ، ورد صبي منهم الأصح أنه يسقط فرض الرد كما تسقط صلاة الجنازة بصلاة الصبي ، ولو سلم على جماعة ورد غيرهم لم يسقط الرد عنهم ، فإن اقتصروا على رده أثموا ، وأما المرأة مع الرجل ، فإن كانت زوجته أو جاريته أو محرما من محارمه فهي معه كالرجل ، وإن كانت أجنبية ؛ فإن كانت جميلة يخاف الافتتان بها لا يسلم الرجل عليها ولو سلم لم يجز لها رد الجواب ولا تسلم عليه ، فإن سلمت لم تستحق جوابا ، فإن أجابها كره له ، وإن كانت عجوزا لا يفتتن بها جاز أن تسلم على الرجل ، وعليه الرد . قاله أبو سعيد المتولي قال : وإذا كان النساء جماعة فسلم عليهن الرجل ، أو كان الرجال جمعا فسلموا على المرأة الواحدة جاز إذا لم يخف عليه ولا عليهن ولا عليها أو عليهم فتنة اهـ . وسيأتي كلام بعض علمائنا في حديث جرير في الفصل الثاني . ( رواه البخاري ) .




الخدمات العلمية