الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6565 قال النبي صلى الله عليه وسلم: أموالكم عليكم حرام ، ولكل غادر لواء يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذان طريقان للحديثين المذكورين ذكرهما في معرض الاحتجاج على ما ذكره ، وليس فيهما ما يدل على دعواه ، أما الأول: فمعناه أن أموالكم عليكم حرام إذا لم يوجد التراضي ، وهنا قد وجد التراضي بأخذ المالك القيمة ، وأما الثاني: فلا يقال للغاصب في اللغة إنه غادر ; لأن الغدر ترك الوفاء ، والغصب هو أخذ شيء قهرا أو عدوانا ، وقول الغاصب إنها ماتت كذب ، ثم أخذ المالك القيمة رضا ، فالحديث الأول وصله البخاري مطولا من حديث أبي بكر في أواخر الحج ، وقال الكرماني : قوله " أموالكم عليكم " مقابلة الجمع بالجمع ، وهي تفيد التوزيع ، فيلزم أن يكون مال كل شخص حراما عليه ، وأجاب بأن هذا مثل قولهم: بنو تميم قتلوا أنفسهم أي قتل بعضهم بعضا ، فهو مجاز أو إضمار فيه للقرينة الصارفة عن ظاهرها كما علم من القواعد الشرعية ، والحديث الثاني ذكره موصولا هنا على ما يجيء الآن.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية