الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        باب في منزل القاضي من المصر والموضع الذي يجلس فيه للقضاء، وهل يختص بوقت أو يجالسه أهل العلم وذوو العدل

                                                                                                                                                                                        قال ابن شعبان: من العدل أن يكون منزل القاضي متوسط المصر، ويستحب أن يستقبل القبلة، وهذا في المصر الكبير; لأنه إذا كان في طرف المصر أضر بالناس؛ لتجشم الترداد إليه، وإن كان صغيرا فذلك أخف.

                                                                                                                                                                                        واختلف في الموضع الذي يجلس فيه للقضاء على ثلاثة أقوال: فقال مالك في المدونة: القضاء في المسجد من الأمر القديم. وقال في كتاب ابن حبيب: كان من مضى من القضاة لا يجلسون إلا في رحاب المسجد خارجا، إما عند موضع الجنائز، وإما في رحبة دار مروان، وما كانت تسمى إلا رحبة القضاء. قال مالك: وإني لأستحب ذلك في الأمصار من غير تضييق؛ ليصل إليه اليهودي والنصراني، والحائض والضعيف، وهو أقرب إلى التواضع إلى الله سبحانه، وحيثما جلس القاضي المأمون فهو جائز.

                                                                                                                                                                                        وقال أشهب: لا [ ص: 5325 ] بأس أن يقضي في منزله وحيث أحب.

                                                                                                                                                                                        قال الشيخ: قوله أنه يقضي في الرحاب خارجا عن المسجد أحسن؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "جنبوا مساجدكم رفع أصواتكم وخصوماتكم". ولا يعترض هذا باللعان; لأنها أيمان، ويراد بها الترهيب; ليرتجع المبطل عن الباطل.

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية