الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5174 - وعن عمرو بن ميمون الأودي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل وهو يعظه : " اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك " رواه الترمذي مرسلا .

التالي السابق


5174 - ( وعن عمرو بن ميمون الأودي ) : بفتح فسكون فمهملة نسبة إلى أود بن صعب ، ذكره السيوطي رحمه الله . وقال المؤلف : أدرك الجاهلية ، وأسلم في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يلقه ، هو معدود في كبار التابعين من أهل الكوفة ، روى عن عمر بن الخطاب ، ومعاذ بن جبل ، وابن مسعود . ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل وهو يعظه ) : حال ، ( " اغتنم " ) : من الاغتنام ، هو أخذ الغنيمة ( " خمسا " ) أي : من الأحوال الموجودة في الحال ( " قبل خمس " ) أي : من العوارض المتوقعة في الاستقبال ( " شبابك " ) أي : زمان قوتك على العبادة ( قبل هرمك ) : بفتحتين أي : قبل كبرك وضعفك عن الطاعة ( وصحتك ) أي : ولو في هرمك ( قبل سقمك ) بفتحتين وبضم فسكون أي : مرضك و ( " غناك " ) أي : قدرتك على العبادات المالية والخيرات والمبرات الأخروية في مطلق الأحوال ، ومن أعم الأموال ( " قبل فقرك " ) أي : فقدك إياه بالحياة أو الممات ، فإن المال في ضده الزوال ( " وفراغك قبل شغلك " ) : سبق بيان مبناه ومعناه ( " وحياتك " ) : ولو في الكبر المقرون بالمرض والفقر الممكن فيه الإتيان بذكر الله ( " قبل موتك " ) أي : وقت إتيان أجلك وانقطاع عملك ( رواه الترمذي مرسلا ) : قال الجزري رحمه الله في التصحيح : حديث عمرو بن ميمون رواه النسائي هكذا مرسلا ، وعمرو بن ميمون تابعي كبير من المخضرمين ، أدرك الجاهلية ، وأسلم في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يلقه . قال ميرك : وله شاهد مرفوع من حديث ابن عباس بهذا اللفظ أخرجه الحاكم ، وقال : صحيح على شرطهما . قلت : وفي الجامع بلفظ : " اغتنم خمسا قبل خمس : حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك " . رواه الحاكم والبيهقي عن ابن عباس مرفوعا ، ورواه أحمد في الزهد ، وأبو نعيم في الحلية ، والبيهقي عن عمرو بن ميمون مرسلا .




الخدمات العلمية