تفسير سورة السجدة وهي مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون
(2) يخبر تعالى أن هذا الكتاب الكريم تنزيل نزل من رب العالمين، الذي [ ص: 1361 ] رباهم بنعمته، ومن أعظم ما رباهم به، هذا الكتاب، الذي فيه كل ما يصلح أحوالهم، ويتمم أخلاقهم، وأنه لا ريب فيه، ولا شك، ولا امتراء.
(3) ومع ذلك قال المكذبون للرسول الظالمون في ذلك: افتراه محمد، واختلقه من عند نفسه، وهذا من أكبر الجراءة على إنكار كلام الله، ورمي محمد بأعظم الكذب، وقدرة الخلق على كلام مثل كلام الخالق.
وكل واحد من هذه من الأمور العظائم، قال الله - رادا على من قال: افتراه:-
بل هو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد. من ربك أنزله رحمة للعباد لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك أي: هم في حال ضرورة وفاقة لإرسال الرسول، وإنزال الكتاب، لعدم النذير، بل هم في جهلهم يعمهون، وفي ظلمة ضلالهم يترددون، فأنزلنا الكتاب عليك لعلهم يهتدون من ضلالهم، فيعرفون الحق ويؤثرونه.
وهذه الأشياء التي ذكرها الله كلها، مناقضة لتكذيبهم له، وإنها تقتضي منهم الإيمان والتصديق التام به، وهو كونه من رب العالمين وأنه الحق والحق مقبول على كل حال، وأنه لا ريب فيه بوجه من الوجوه، فليس فيه، ما يوجب الريبة، لا بخبر غير مطابق للواقع، ولا بخفاء واشتباه معانيه، وأنهم في ضرورة وحاجة إلى الرسالة، وأن فيه الهداية لكل خير وإحسان.
تفسير سورة السجدة
- تفسير قوله تعالى الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين
- تفسير قوله تعالى الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام
- تفسير قوله تعالى وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد
- تفسير قوله تعالى ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم
- تفسير قوله تعالى إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا
- تفسير قوله تعالى أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون
- تفسير قوله تعالى ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر
- تفسير قوله تعالى ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها
- تفسير قوله تعالى ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه
- تفسير قوله تعالى أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون
- تفسير قوله تعالى ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين