الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [6 ] إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون

                                                                                                                                                                                                                                      لما بين تعالى نعوت المؤمنين قبل ، شرح أحوال مقابليهم وهم الكفرة المردة بأنهم : تناهوا في الغواية والضلال إلى حيث لا يجديهم الإنذار والتذكير ، كما قال تعالى : إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب وكقوله سبحانه في المعاندين الكتابيين : ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      و "سواء" اسم بمعنى : الاستواء ، وصف به ، كما يوصف بالمصادر ، مبالغة ؛ ومنه [ ص: 40 ] قوله تعالى : تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم بمعنى : مستوية .

                                                                                                                                                                                                                                      و(الإنذار): الإعلام مع تخويف ، والمراد هنا : التخويف من عذابه تعالى ، وانتقامه ، والاقتصار عليه لما أنهم ليسوا أهلا للبشارة ، ولأن الإنذار أوقع في القلوب ؛ ومن لم يتأثر به فلأن لا يرفع للبشارة رأسا - أولى .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله "لا يؤمنون" جملة مستقلة ، مؤكدة لما قبلها ، مبينة لما فيه من إجمال ما فيه الاستواء .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية