الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [251] فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين .

                                                                                                                                                                                                                                      فهزموهم أي: هؤلاء القليلون، أولئك الكثيرون: بإذن الله بنصره إذ شجع القليلين وجبن الكثيرين: وقتل داود وكان في جيش طالوت: جالوت الذي هو رأس الأقوياء: وآتاه الله الملك أي: أعطى الله داود ملك بني إسرائيل: والحكمة أي: الفهم والنبوة: وعلمه مما يشاء من صنعة الدروع وغيرها: ولولا دفع الله الناس بعضهم من أهل الشر: ببعض من أهل الخير: لفسدت الأرض أي: بغلبة الكفار وظهور الشرك والمعاصي، كما قال تعالى: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا الآية.

                                                                                                                                                                                                                                      ولكن الله ذو فضل على العالمين أي: من عليهم بالدفع. ولذلك قوى سبحانه هؤلاء الضعفاء وأعطى بعضهم الملك والحكمة ومن سائر العلوم، ليدفع فساد الأقوياء بالسيف.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية